زوج أختي لا يحبها فتركت بيته ونخاف طلاقها.. ما العمل؟

0 35

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله
أفيدونا بارك الله فيكم

أختي تزوجت منذ ٤ سنوات، وزوجها لا يحبها، وهو مغترب عنها، ولا يحب أن يتواصل معها، ودائما يكسر نفسيتها بأن يقول لها لست جميلة، لا أهتم لأمرك، لست كباقي النساء، وهي تعاني نفسيا، وتتعب في خدمة والديه، كلمنا والدته، فلم تهتم لأمرها، تركت بيت زوجها، وأتت بيتنا.
ماذا أفعل؟ فزوجها لا يريدها، وأنا أخاف أن يطلقها، وأخاف كلام المجتمع، أنا حزين لأمرها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأهلا بك في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وبخصوص ما تفضلت به، فاعلم بارك الله ما يلي:

أولا: جزاك الله خيرا على حرصك على أختك، وعلى التفكير في حالها ومآلها، وهذا واجب الأخ تجاه أخته، فهو سندها بعد الله، وظهرها الذي ترتكن عليه، والإسلام أوجب على الأخ صيانتها والدفاع عنها والإنفاق عليها، وعدم إجبارها على العودة إلى زوجها إن كان ظالما أو معتديا عليها، والمسارعة في إصلاح ما بينهما حتى تعود راضية مكرمة.

اعلم -أخي الكريم- أن صلتك بها، والتضحية من أجل راحتها وسعادتها أجره عند الله كبير، ومن ذلك الأجر: السعة في الرزق، والبركة والإطالة في العمر، فقد قال صلى الله عليه وسلم: "من سره أن يبسط له في رزقه وأن ينسأ له في أثره فليصل رحمه".

ثانيا: نرجو منك ما يلي:

1- إرسال رسالة اطمئنان لأختك أنك لن ترغمها على شيء، وأنك سعيد بتواجدها معك، وأن وجودها بجوارك نعمة من نعم الله عليك، وأنك لن توافق على إرجاعها لزوجها حتى لو طلبت هي (شدد في هذه النقطة وبالغ حتى تتخذ هي الموقف الألين) إلا إذا اطمأن قلبك للعودة تماما.

2- من خلال حديثها معك اجتهد في البحث عن أسباب الخلاف، دعك من الآثار والأعراض، ابحث عن السبب، هل هي مقصرة في شيء، هل الزوج عنده ميول عدوانية، هل له حق في أمور ولها حق في أمور أخرى، سجل كل ما تتحدث هي معك به، ولا تخطئها في بداية جلستها معك، ولا توقف سرد حديثها، فقط اجمع أكبر قدر من المعلومات.

3- إن كان زوجها عاقلا وهو قريب منك فاتصل به من خلفها، واطلب لقاء معه، وقابله بالترحاب والبشر، وتودد إليه تودد الأخ لأخيه، ثم اسمع منه دون تعليق، فحديثه إليك بالتأكيد سيكون سلبا، ومن وجهة نظره، اجعله يسرد كل ما يذكر، لا تخطئه ولا تخطئها ولا تذكر ما يدينك غدا، بل كن سامعا فإن أجبرك على جواب ما، فكن ذكيا في الرد، مثلا إذا قال لك: هل ترضى أن ترفع الزوجة صوتها على زوجها -مثلا-؟ قل له: بالطبع لا أرضى، ولا يرضى مسلم بذلك، كيف نقبل بأن ترفع أي امرأة صوتها على زوجها، وهو محسن إليها غير ظالم، بهذا الأسلوب أنت لست معه ولا ضده.

4- بعد أخذ الصورة كاملة ووضوح الصورة كاملة أمامك، فإن كنت ترى أن الإصلاح قائم، وأنه يمكن وجود أرضية مشتركة للعودة فابدأ بها واجتهد ألا تجور على أختك كما لا تواجه زوجها، بل عليك الحكمة في التعامل، وإن كنت ترى أن الشقاق محتكم، وأن العودة عسيرة، فأدخل طرفا غيرك يسمع منك ومنها، فإن أقر بما قلت، وأظهر لك رجاحة قرارك، وتأكدت أن عودتها ظلم لها، فلا تسلمها -أخي- لذلك، وليقل من شاء ما شاء.

نسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يرزقك البر بأختك والإعانة لها، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات