زوجي لا يعترف بخطئه وأنا من أبادره بالصلح، فما نصيحتكم؟

0 38

السؤال

السلام عليكم.

أنا أحب زوجي كثيرا، وسعيدة في حياتي معه، ولكن في حال الخصام فأنا دائما من تبدأ بالصلح حتى لو كان هو المخطئ، ولا يعتذر أبدا إلا في بعض الأحيان.

ومؤخرا حصل شجار بيننا، وانزعاج، ونعت ببعض الأوصاف القبيحة، وقال بأنه سوف ينفصل عني ويطلقني، رغم أنه وعدني أنه لن يتخلى عني مهما حصل، وسوف يبقى معنا للممات أنا وابنته!

أنا حقا لا أعرف ماذا أفعل؟ والمشكلة أنه يتجاهلني لأسبوع أو أكثر حتى أقول أنا: "الله يلعن الشيطان"، ليس خوفا منه، ولكن لوجه الله تعالى؛ فأنا لا أحب الخصام، وأبادر أنا بالصلح.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Massina حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يصلحك، وأن يحفظ عليك دينك، وأهلك، وزوجك، وأن يصرف عنك الشيطان، إنه جواد كريم.

أختنا الفاضلة: إننا نحمد الله إليك التوافق الذي بينك وبين زوجك، وهذا والله من نعيم الله عليك؛ فإن أكثر المشاكل التي تأتينا نرجو أن تكون بعض ما أنت فيه، فاحمدي الله عز وجل، وتمسكي بزوجك، واحرصي عليه أشد الحرص، نسأل الله أن يتم على خير حياتكما.

أختنا: الحياة الزوجية لا تقوم على التطابق بين الأفكار أو الأشخاص، بل هي عملية تكاملية، وعليه، فوجود الخلافات -أختنا الفاضلة- في البيت شيء فرضته تراتيب الحياة وطبيعتها، ولو كان بيت يخلو من المشاكل لكان بيت النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولكن على العكس تماما، وجدنا في بيت النبي -وهو أعظم بيت عرفته الدنيا- بعض المشاكل التي عالجها الإسلام، ولذلك نقول دائما: إن البيت المستقيم هو ذاك الذي يحسن فن إدارة المشاكل، لا الذي يبحث عن بيت بلا مشاكل.

أختنا الكريمة: نحن ندرك أن ما آلمك أنك المبادرة بالإصلاح دائما، وأنه واجهك بما أفزعك حين هدد بالطلاق، هذا نتفهمه جيدا، لكن دعينا نخبرك بما يلي:

1- أتدرين أن مسارعتك لإرضاء زوجك دليل خير فيك؛ فعن عبد الله بن عباس قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ألا أخبركم بنسائكم من أهل الجنة؟ الودود، الولود، العؤود على زوجها، التي إذا آذت أو أوذيت، جاءت حتى تأخذ بيد زوجها، ثم تقول والله لا أذوق غمضا حتى ترضى).

ومعنى آذت أو أوذيت: أي ظالمة كانت أو مظلومة، فهي دائما الساعية إلى إرضاء الزوج، ويدل على ذلك ما رواه الطبراني : " ..... ألا أخبركم بنسائكم من أهل الجنة؟ الولود، الودود التي إذا ظلمت هي أو ظلمت قالت: هذه يدي في يدك، لا أذوق غمضا حتى ترضى".
قال المناوي –رحمه الله- :(التي إذا ظلمت) بالبناء للمفعول، يعني ظلمها زوجها بنحو تقصير في إنفاق، أو جور في قسم، ونحو ذلك (قالت) مستعطفة له: (هذه يدي في يدك) أي ذاتي في قبضتك (لا أذوق غمضا) بالضم، أي لا أذوق نوما، يقال أغمضت العين إغماضا، وغمضتها تغميضا أطبقت أجفانها (حتى ترضى) عني.

2- أتدرين أن المسارعة في إرضاء الزوج تصرف عنك ما هو أشد! نعم -أختنا-، فإن طول البقاء على الخصام موجب للفرقة، وتدخل الشيطان، والمرأة العاقل الحكيمة لا تترك مجالا للشيطان يسرح فيه.

3- قد ساءك تهديده بالطلاق، وهذا ما ننكره عليه ولا نرتضيه، ولكن أيضا قد أغلظت عليه في القول، والعاقل هو من لا يترك الفرصة للغير أن يتمادى في الخطأ.

لعلك تقولين: قد أخطأ في حقي، ونحن نقول لك: وهل بهذه الكلمات أخذت حقك؟ أم سمعت ما كرهت؟ لقد كان يكفيك الصمت ساعتها، وبعد أن يهدأ تذكرينه بما كان، وسيكون بين أمرين:
إما الاعتذار منك.
أو الاستحياء من نفسه.
وفوق هذا وذاك جنبت نفسك ما هو أشد.

أختنا الفاضلة: إننا ننصحك ألا تتركي المشاكل تكبر، اذهبي لزوجك واستسمحي منه، فالكرامة بين المحبين مهدرة، واطلبي منه تجاوز ما كان، ولا تعودي إلى شديد اللفظ حتى لا يعود إلى سيء القول.

نسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يصلح ما بينك وبين زوجك، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات