معاملة الطفل الذي يسرق

0 480

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة لي من الإخوة (2) ومن الأخوات (4)، الوالد متوفى منذ 4 سنوات وعندها بدأت المشكلة: إذ بدأنا نلاحظ أن النقود تسرق، في البداية كانت المبالغ المسروقة صغيرة، ولكنها بدأت تكثر.

نشك بأن أحد إخوتي هو الذي يسرقها، سواء أكان يسرق من مصروف المنزل أو حتى من مصروف أخواتي، وكلما واجهناه يقسم بأنه لم يأخذ شيئا، علما بأننا عند تفتيشه لا نجد معه نقودا، وذلك طبيعي، فهم غالبا ما يخرجون لقضاء حوائج المنزل، ويبلغان من العمر (الأكبر 13 والأصغر 12).
مع العلم أن الوالدة موظفة ولا تحرمنا من شيء، فلقد خصصت لهم مصروف يد، وتشتري لهم ما يطلبونه من ملبس، ومأكل، وألعاب، ووضعنا الاقتصادي متوسط، وكل ما نخشاه أن يستمر أخي على هذا الحال عندما يكبر، فيتعامل بالرشوة والسرقة والاختلاس؛ لذا أرجو منكم أن تدلوني على طريقة تساعدني في كشف السارق، ومواجهته، وعلاجه، إذ أنني متأكدة أن السارق من المنزل، لأننا لا نستقبل الضيوف إلا نادرا.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آمنة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الطفل إذا شعر بالحب والأمان أخرج ما عنده، وأفصح عن كل ما في الحنان، وليس من الضروري أن يكون السبب في السرقة هو مجرد الحرمان، فإن الوسط الذي يعيش فيه الإنسان والرفقاء الذين حوله وعدم اهتمام الأسرة بحاجات الطفل -التي ربما لا تكون أساسية لكن الطفل- يتعلق بها ويرغب في تملكها، وربما كان للأفلام آثارها الخطيرة، كما أن الأسلوب الشديد والتحقيق يعقد المشكلة، وعموما إذا عرف السبب بطل العجب.

وإذا أشبعنا الطفل عاطفيا، وانفردنا به ومسحنا بلطف على رأسه، وشبكنا أصابعنا في يده، وأشعرناه بالحب والتقدير سوف يعترف بما فعل، وعند ذلك لابد من الهدوء معه، وعدم الانفعال، والستر عليه حتى لا نكسر عنده حاجز الحياء، ونفضل أن لا نسمي هذه الجريمة سرقة؛ لأن الأبعاد الفكرية غير متوفرة، وربما يشعر الطفل أنه يأخذ حقه من بيته، وهذا هو الواقع، لكن تهويلكم للأمر وتخويفكم من العقوبة وتهديدكم لمن فعل هو الذي جعل الفاعل يختفي وينكر.

ولا شك أن الطفل يتضرر إذا أشرتم إليه بأصابع الاتهام، وهنا لابد من أن يقوم البعض بلعب دور مختلف، فإذا قالت الكبرى: فلان هو الذي فعل فينبغي للأم أن تقول: فلان ممتاز، ولا يمكن أن يفعل هذا، وإذا حصل منه مثل هذا فإنه سوف يخبر أمه، لأنها تحبه وهو يحبها، حتى نترك للطفل خطوطا للرجوع، ونعيد له مكانته وأهميته، حتى لا يحتاج لصرف الأنظار إليه يفعل مثل هذه الأشياء .

ولا أظن أن هذا الخلل يستمر طالما كانت الأسرة نظيفة والطلبات متوفرة.
ونحن نتمنى أن توفق الوالدة في توفير جرعات الحنان لأطفالها بعد عودتها من العمل، فإن حاجتهم للعطف والاهتمام لا تقل عن حاجتهم للطعام.
وأرجو أن تعمروا المنزل بالذكر والصلاة، وأكثروا من الاستغفار والدعاء، والزموا تقوى الله، وحافظوا على المودة والإخاء.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات