تقدم لخطبتي شخص مناسب ولكني أحب غيره، فكيف أتصرف؟

0 35

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا أحب ابن عمي منذ أن كنت طفلة وحتى الآن، ولكني لم أخبره، ولا أعلم إن كان يحبني أم لا، ولكني لا زلت أحبه كثيرا، وأرغب بالزواج منه بشدة.

وكنت قد أسررت هذا في نفسي، ودعوت الله كثيرا بأن يرزقني به، وظللت على هذا لسنوات، وقد تقدم لخطبتي خطاب كثر، ولكن تم رفضهم من قبل أهلي؛ لأنهم لم يكونوا مناسبين.

والآن تقدم لخطبتي شاب مناسب جدا، وأهلي موافقون عليه بشدة، وأخبروني به، وظللت أبكي، ولكن لم أخبر أحدا بما في قلبي، وظلوا يضغطون علي حتى وافقت على رؤيته فقط، ولكني في داخلي حزينة جدا على هذا القرار.

سؤالي: أولا: هل أكون آثمة إذا رفضت هذا الخاطب، لقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير" رواه الترمذي وغيره.

ثانيا: هل ما أفعله الآن بنفسي بلا فائدة؟ أي أنني أتبع أملا غير مضمون، وأضيع فرصة زواج مناسبة جدا؟

أخاف إن وافقت على هذا الخاطب بأني سأظلمه بتفكيري بغيره، وأخاف أن أبقى هكذا ويعاقبني الله بضياع كل الفرص المناسبة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مجهولة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، إنه على ما يشاء قدير.

أختنا الكريمة: أنت -والحمد لله- مسلمة، وتعلمين جيد أن أقدار الله ماضية، وأن الله يختار للعبد ما هو أفضل له وأخير، وأن العبد قد يتمنى الخير مما هو شر دون أن يدري، وقد يتوهم الشر في ما هو خير ولا يعرف، والله عز وجل هو القائل: (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم، وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم، والله يعلم وأنتم لا تعلمون).

ثانيا: لا يخفاك -أيتها الكريمة- أن زوجك قدره الله لك من قبل أن يخلق الله السموات والأرض، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير﴾ [الحديد: 22].

وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة"، وهذا يعني أن ابن عمتك هذا لو كان من قدر الله لك لأتاك دون جهد منك أو تعب، ونحن -أيتها الفاضلة- لا ندري أين الخير، ولا نعلم إن كان هو صالح لك من ناحية الزواج أم لا، فقد يكون الشاب طيبا، لكنه لا يصلح لامرأة بعينها، والله يعلم أين يكون الخير ونحن لا نعلمه.

ثالثا: أنت الآن في العشرين من عمرك، وقد أحببت الفتى منذ صغرك، وكتمت الأمر عن الجميع، وخيرا فعلت، والشاب كذلك يعرفك منذ الصغر، ولو كان منه استحسان للزواج لتقدم، أو أشار، أو لمح، خاصة مع علمه يقينا بتوافد الخطاب، ولعل في ذلك الخير لك، فليس كل حب في الصغر منشؤه صحيحا، فلا يشتتك الشيطان، ولا يظهر لك أن الخير محصور فيه، أو أن هذا الحب سيظل مصاحبا لك، هذا وهم قذفه الشيطان في قلبك وعظمه، ولا بد عليك أن تفصلي بين القرابة التي توجب المحبة، وبين المحبة التي يفرضها الزواج، فكلا الأمرين مختلف، فلا تقلقي.

رابعا: قد أتاك خطاب كثر، ولم يكن منهم أحد مناسب، وأتاك اليوم الرجل المناسب، صاحب الدين والخلق كما ذكرت، وهذا في زماننا قليل، فاحمدي الله على رزق ساقه الله إليك، واحذري أن تردي الرجل لوهم عظمه الشيطان في نفسك، فربما إن ذهب بكيت عليه وندمت حيث لا ينفع الندم.

خامسا: إذا لم يكن في الشاب عيب منفر من حيث المنظر، أو خلق منفر من حيث الطباع، وكان صالحا لك، فنصيحتنا لك في ما يلي:

1- التأكد من أخلاق الشاب عن طريق السؤال عنه والاطمئنان إلى ذلك.

2- صلاة الاستخارة، ولا يشترط لها رؤيا أو انشراح صدر كما يعتقد بعض الناس، بل بمجرد الصلاة توكلي على الله إلى الشيء المقصود، فإن يسره الله فهو الخير لك، وإن صرفه عنك فهو الشر، والله يعلم وأنتم لا تعلمون.

نسأل الله أن يكتب لك الخير، وأن يرزقك الزوج الصالح، والزوج الودود، وأن يسعدك في الدارين، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات