السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم.
سؤالي: هو أني تقدمت لخطبة فتاة، وبعد ذلك اعترفت لي أنها غير قادرة على الإنجاب؛ نتيجة حادث أصيبت به فجعلها غير قادرة على الإنجاب نهائيا، وأنا أحبها، وأجدها مثالا للفتاة الصالحة، لأنها متدينة، وذات خلق، وكل من عرفها أثنى عليها وعلى خلقها، وأريد أن أتزوج بها.
فهل لو أخفيت عن أهلي أنها غير قادرة على الإنجاب وتزوجتها، وحرمت نفسي من الإنجاب سيكون في ذلك إثم علي؟ وهل مثل هذه الفتاة ليس لها الحق في الحب والزواج نتيجة ما حدث لها؟ هذا قضاء الله أفيدوني فالحيرة والتفكير تكاد تقتلني.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يوفقك إلى كل خير وأن يشرح صدرك للخير وأن يرزقك زوجة صالحة وذرية طيبة مباركة.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فإنه ومما لا شك فيه أن الرحمة جميلة ورائعة، وأن مساعدة ذوي الظروف الخاصة واحتوائهم وإشعارهم بأنهم ليسوا بأقل من غيرهم كلها أمور رائعة وجميلة، وأن موقفك النبيل هذا يحسب لك عند الله.
إلا أن الشارع يراعي أمورا أكبر مما تتصور أنت، فالهدف من الزواج أخي المهندس/خالد ليس فقط هذه الجوانب التي ذكرتها، وإنما هناك هدف أسمى وأعظم، وهو وجود النسل والذرية الصالحة التي تحفظ اسمك وتدعو لك بعد رحيلك، وتقف بجوارك عندما يتقدم بك السن، إلى غير ذلك من المقاصد الشرعية المعتبرة، ولذلك رفض رسول الله صلى الله عليه وسلم حالة مثل حالتك تماما وقال: (تزوجوا الولود الودود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة).
ولذا أقول: لا مانع من تزوجها بشرط أن تتزوج امرأة طبيعية عليها، حتى لا تحرم نفسك وأهلك وأمتك الذرية الصالحة، فإن كان كذلك فلا بأس، وإلا فالنساء غيرها كثير، ولا تجري وراء عواطفك وتدع الذي هو خير.
وبالله التوفيق والسداد.