السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عندما كنت في الثانوية كنت أنا وصديقاتي نطلب نقودا من الطلاب (الذكور)، ونذهب لنأكل بها.
الفكرة أنها كانت من أشخاص كثر، ولا نذكر منهم إلا شخصين، ولا نذكر المبلغ، ولا نذكر ما إذا كنا نقول لهم عند أخذها بأنها دين أو لا، أذكر فقط شخصا واحدا قال لنا: لماذا لا تكون دينا؟! فضحكنا، ولا أذكر ما أجبناه وقتها، علما أننا كنا نعتبرها كالشحاتة!
والله الندم يأكلني، ولا أعلم ماذا أفعل! هل يجب التواصل معهم وردها لهم أو أنها ليست دينا؟
أرجوكم أفيدوني، علما أن أهلنا لا يقصرون معنا، ولكنها الصحبة السيئة -الله يغفر لنا-، علما بأن هذا الأمر منذ خمس سنوات، فماذا يجب علي أن أفعل في حال أنها كانت دينا ويجب سدادها؟
الرجاء مساعدتي بالتفصيل، أخشى أن أموت وفي رقبتي دين.
وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Ghhh حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا العزيزة- في استشارات إسلام ويب.
نشكر لك تواصلك بالموقع، كما نشكر لك حرصك على التخلص من آثار الحرام، والتوبة من ذنبك، ونبشرك أولا أن الله سبحانه وتعالى غفور رحيم، يغفر الذنوب جميعا، فإذا تاب الإنسان من ذنب، فإن الله سبحانه وتعالى يقابل هذه التوبة بالقبول، ويفرح بتوبة صاحبها ليكرمه، كما أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- عن ربنا بذلك، وقد أخبر الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم بأنه يقبل التوبة عن عباده، وأنه يبدل سيئاتهم حسنات، وهذا من فضل الله تعالى ورحمته.
وسؤال الناس بلا حاجة حرام، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- كما في الصحيحين: (لا تزال المسألة بأحدكم حتى يلقى الله وليس في وجهه مزعة لحم)، أي يلقى الله تعالى يوم القيامة ذليلا، لا وجه له عند الله ولا مكانة، وقال بعض العلماء: يحشر ووجه عظم لا لحم فيه، عقوبة له على ذنبه، وعلامة له على أنه كان يسأل الناس ليستكثر لا لحاجة.
فسؤال الناس بلا حاجة حرام، ولكن إذا وقع وتاب الإنسان من ذلك، فإن الله تعالى يغفر الذنب، كما قال جل شأنه في كتابه الكريم: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم} [الزمر: 53].
ومن أعطاك المال بعد سؤاله منه فقد أعطاك هبة وهدية، ولا يلزمك أن تردي إليه هذا المال؛ لأنه غير مجبر على إعطائك، فإعطاؤه لك دليل على رضاه بذلك، إلا في حالة واحدة ذكرها العلماء وهي إذا أعطاك تحت تأثير الحياء، فيقع في حرج أن يردك دون عطاء، وفي هذه الحالة ما أخذ بتأثير الحياء يجب رده.
وبهذا يتضح لك الأمر، وأنه لا يلزمك شيء الآن إلا التوبة، والتوبة تعني الندم على فعل الذنب، والعزم على عدم الرجوع إليه في المستقبل، مع الإقلاع عنه.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقك لكل خير.