خسرت تجارتي وزوجتي وتعسرت أموري، فماذا أفعل؟

0 2

السؤال

السلام عليكم

تخرجت في الجامعة وحصلت على درجة الماجستير في تخصص اللغة العربية، لكن لم أعمل بشهادتي، فأنا أعمل في السوق في التجارة، أنشأت محل بقالة، وعندما بلغ ذروته وحقق عائدا جيدا حسدني صاحب المكان المستأجر، وأخرجني منه، ثم أنشأت محلا لبيع مواد البناء، وعندما بلغ عائدا جيدا حدث مرض شديد لأمي، فبعت كل ما أملك لعلاجها ثم بدأت من جديد، وعندما حصلت الحرب في بلدي تركت كل شيء خلفي، وخرجت، وقد مضت السنوات، وها أنا اليوم أقف كأول يوم لم أنجز شيئا في حياتي.

فقدت كل شيء، خطبت ثلاث مرات، ولم أوفق في الزواج، وفي المرة الأخيرة تعجلت الزواج، وبعد الزواج رفضت المرأة أن تعطيني حقي الشرعي، وكانت تقول لي: إنها لا تريدني، وإنها ما زالت صغيرة، لا تريد أطفالا، وبأنها تزوجتني فقط لأصرف عليها، ولتتمتع بشبابها، وكانت تعتدي علي بالضرب، وتسب أهلي، وتسبني، وترفض أن تلتزم بالشرع، وقد نصحتها وصبرت عليها كثيرا، ولكن دون جدوى، فطلقتها.

أشعر أن الله جل وعلا، يعاقبني، لأني أملأ الفراغ بالمحادثات على مواقع التواصل، بالكذب وتبادل الأحاديث المحرمة، حتى أفرغ شهوتي.

الآن أصبحت أدرك معنى للحياة، وأصبحت أتمنى الموت كل لحظة، ويشجعني من حولي أن أبدأ من جديد بإنشاء محل بقالة، وأن أعمل مندوبا للمبيعات، لكن لا أجد فائدة من الأمر، وأشعر أني سأخسر.

قبل يومين استخرت الله، فرأيت قبل الصبح أني أبيع في محل بقالة، واستيقظت على أذان الفجر، ولكني في الحقيقة أرى الكسب من سيارة لتوزيع البضائع أفضل، وقد رشح لي خالي الزواج من ابنة صديقه، فهي على خلق ودين، وهو يعمل محفظا للقرآن، وقد عزم أخوالي بدفع تكاليف الزواج، لكني أرفض ذلك، فانصحوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إياد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك – أيها الابن الكريم والأخ الفاضل– في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والتواصل وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعوضك خيرا، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

ننصحك بداية بأن تقبل هذا العرض الذي جاء من أخوالك بدفع تكاليف الزواج، واحرص دائما على السعي في إعفاف نفسك، فإن الزواج سيغنيك عن الدخول إلى المواقع المشبوهة، وعن الممارسات الخاطئة، واعلم أن الزوجة التي ذكرت بالصفات العالية المذكورة ستكون -إن شاء الله- مفتاحا للخير، واعلم أن الزوجة تأتي برزقها، وكذلك الأطفال، فربنا العظيم تكفل بأرزاقنا جميعا، قال سبحانه: (وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها).

إذا كنت قد تضررت من الحرب فقد تضرر منها كثير من الناس، بل من الناس من فقدوا أرواحهم، وأنت سلمت لك الروح، فاحمد الله الذي أعطاك عمرا، ودائما في أمور الدنيا ينبغي أن ننظر إلى من هم دوننا، إلى من هم أقل منا، (ولا تنظروا إلى من هو فوقكم كي لا تزدروا نعمة الله عليكم).

اعلم أن الزوجة الأولى التي خرجت من حياتك أيضا في هذا العمل كان هناك لون من التوفيق، فلم تكن زوجة المستقبل، وأن الأموال التي ربحتها ثم خسرتها وتلك التي بذلتها في علاج الوالدة، كل ذلك سيكون -إن شاء الله-، مصدر خير لك، ومفتاح رزق لك في حياتك.

لذلك نتمنى أن تنظر للحياة بأمل جديد، وبثقة في ربنا المجيد سبحانه وتعالى، وحاول دائما أن تكتم ما عندك من النجاحات، فكل صاحب نعمة محسود، ولكن الحاسد لا يضر إلا نفسه.

حافظ على الأذكار، وأشغل نفسك بطاعة الكبير المتعال، وابتعد عن المعاصي فإن لها شؤمها وثمارها، (كنا نحدث أن الخطيئة تنسي العلم، والخطيئة سبب لحرمان الرزق، فللخطيئة ظلمة في الوجه، وضيق في الصدر، وبغضة في قلوب الخلق، وتقتير في الرزق)، فاطلب رزقك من الله بطاعتك لله تبارك وتعالى، واظب على الصلاة، وحافظ على كل الأوامر، وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس: (احفظ الله يحفظك)، احفظ طاعته والتزام أوامره، واجتناب نواهيه.

أسأل الله أن يعينك على الخير، ونكرر دعوتنا لك بالقبول بهذا العرض الذي قدم لك، والدخول إلى مشروع زواج، فإن الزواج فيه الرزق، قال ربنا العظيم: (إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم)، وصدق السلف بهذا وأيقنوا بهذا، فكان قائلهم يقول: (التمسوا الغنى في النكاح).

نسأل الله أن يعينك على الخير، وإذا كنت -ولله الحمد- متخصص في اللغة العربية فاجعل أيضا نصيبا من وقتك لمساعدة من يحتاجون إلى هذه المادة من الطلاب، ونسأل الله أن يوفقك وأن يرفعك عنده درجات.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات