زوجي كثير الانتقاد وعندما نختلف لا يرضى بالصلح

0 36

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خير الجزاء على هذا الموقع المفيد، ورفع الله درجاتكم في عليين.

متزوجة منذ خمس سنوات، ولدي ٣ بنات، وزوجي ولله الحمد كريم، حنون، ناجح في العمل، تجتمع فيه الكثير الكثير من الصفات الصالحة والحمد لله، ولكنه كثير النقد، وعندما نختلف على أي شيء يبتعد، ولا يتكلم، ويحبس نفسه في غرفته، ولا يريد التكلم، ولا الصلح، وأتعب معه كثيرا فقط كي أدخل لغرفته، وأبدأ الكلام معه، أفعل كل أساليب الصلح الجميلة من كلام، ومن تجهيز طعام، ولكنه يرفض، يجب علي أن أتذلل له بشكل مبالغ فيه كي يتنازل ويصالحني، حتى لو كان هو المخطئ.

تعبت من هذا الأسلوب، استنزف طاقتي، أصبحت أشعر بأني بلا كرامة، يعني لا يبادر، ولا بأنه ينادي الأولاد مثلا، أو فقط يسكت عندما أدخل عنده دون أن يطردني ويشتمني.

غضبه صعب، وأنا لم أعد أطيق التعامل معه، تحدثت معه مرة، هل أتركك وحدك أم أبقى أحاول معك؟ قال لي: إنه نفسه لا يفهم ما يريد، إن تركته جن جنونه، وإن تقربت منه أذلني وطردني وشتمني، يأتيني الشيطان ويحثني على تركه والعودة لأهلي في بلدي؛ حيث إننا في غربة، ولكني أتعوذ وألغي الفكرة.

أكره المشاكل والخصام؛ لأن والدي عاشا حياتهما كلها مشاكل وضرب، وانفصلا بعد ٢٢ سنة زواج، لا أريد أن يتكرر ذلك معي، لكن زوجي يكرر بعض ما كان يقوم به أبي، وهذا يخيفني ويغضبني كذلك.

أحبه ويحبني، لكن هذا التذلل المبالغ فيه تجاهه أصبح يدخل على قلبي شيئا من النفور، فشخصيته قوية جدا، مستغن عن الناس بشكل رهيب، أريد حلا، جربت كل ما تعرضونه في استشاراتكم، ولم ينفع.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ياسمين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به، وبعد:

إننا نحمد الله إليك أن رزقك هذا الزوج الكريم الحنون المجتهد الصالح، والذي به الصفات الجيدة الكثيرة، وتلك نعمة من الله عليك، نسأل الله أن يحفظه لك، وأن يصرف عنك شر كل ذي شر.

كما نحمد الله تعالى أن مشكلة زوجك معروفة لك، وأن حلها كذلك معروف لك، وهنا لا بد أن نسجل عدة ملاحظات:

1- لا يوجد رجل بلا سلبيات، ولا امرأة بلا نواقص، كلنا بشر وكلنا نخطئ، والعاقل من يتعامل مع الآخر على مجموع الصفات لا على أفرادها، فالسيئة حين تذكر بجوار الحسنة يهون أمرها أو يقل.

2- زوجك مشكلته في أمرين:
- كثير النقد.
- قوي الشخصية.

وحتى نستطيع التعامل معه لا بد من فهم أقصر الطرق إليه، بحيث نتعايش مع ما لا يتغير، ونصلح ما يمكن إصلاحه.

أما النقد أختنا فعلى قسمين:
1- ما يكون له حق فيه أو بعض الحق، فهذا يجب الاعتذار منه فورا مع الحرص على عدم التكرار.

2- ما ليس له فيه حق، ولا بعضه فأخبريه بما يلي:
- أقدر تعبك وغضبك، وإن كنت لا أفهم السبب لكن أكيد عندك السبب.
- هل يمكنك إخباري عن الخطأ؟
- ماذا تريد في المرة القادمة؟

هكذا تتم محاصرته بطريقة لا تغضبه؛ لأنك تقدرينه وفي نفس الوقت تلزمينه بأن يضع حلولا، وهذا يوجب وضع حدود لغضبه.

أما قوة الشخصية، فهي لا تحتاج العناد أبدا؛ لأنها لا تظهر إلا عند المعاندة، وعليك امتصاص غضبه مع الموافقة على ما يقول على الأقل عند الغضب، بالطريقة التي ذكرناها آنفا.

3- الكرامة بين المحبين مهدرة، فلا تضخمي -أختنا- ما يزرعه الشيطان في نفوس البعض من تضخيم مسألة الكرامة على حساب الطاعة بالمعروف، هو زوجك، وأحب الناس إليك، وهو عند الرضا سيقبل رأسك راضيا، ولن يقلل هذا منه، كما لن يقلل اعتذارك له من ذاتك.

أختنا الكريمة: زوجك من خلال ما ذكرت إيجابا وسلبا يعد زوجا مستقيما صالحا، فاستعيذي بالله من الشيطان، وحافظي على بيتك، وإنا نسأل الله أن يصلحك، وأن يصلحه، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات