السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في بعض الأيام -وقليلا ما كانت تحدث معي أثناء نومي- أشعر بثقل في جسدي، وكأن شخصا لا يتركني أن أتحرك، وتعودت على ذلك، ومنذ مدة لم يعد يحدث معي ذلك الثقل، كذلك حدث معي مؤخرا، وليومين على التوالي، أني أنهض قبل أذان الفجر، وأنا لا أصلي -الله يهديني- وبعد ذلك بساعة، أو هكذا أشعر بالنوم، وما إن أنام حتى يأتيني ذلك الشعور، وكأن شخصا يعصرني ولا أستطيع الحراك.
الأمر العجيب أني أسمع كالتنفس في أذني، وأظل أقرأ القرآن وأتعوذ بالله، وأحاول الحراك حتى يزول، وبذلك لا أعود للنوم، وأظل مستيقظا، لأني وإن عدت سأحس بنفس الشعور، وهذا ما لا أفهمه، هذا وأنا في وعيي، وأتذكر جيدا، والحمد لله.
جزاكم الله خيرا، وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أشرف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك -أخي الفاضل- عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال.
أخي الفاضل: النوم إنما هو أحيانا انعكاس للحالة التي يعيشها الإنسان خلال النهار، من تعب أو إجهاد أو جوع أو عطش أو غيرها.
الأمر الثاني: من الشائع أن الناس عندما يكونون في حالة النوم، أو على وشك الدخول في النوم، أو على وشك الاستيقاظ؛ تمر بهم بعض التجارب الحسية التي هي غير طبيعية، كأن يشعر الإنسان – كما وصفت في سؤالك بشكل جيد – بأن هناك من يجلس أو يقبع عليك، أو من يعصرك أو كمن يشعر وكأنما هو على وشك أن يقع من السلم أو الدرج أو عتبة، وكل هذه لأن الإنسان يكون عند الدخول في النوم أو عند الاستيقاظ بين حالة الوعي الكامل وحالة الوعي المشوش. هذا من جانب.
من جانب ثان: لا تنس – أخي الفاضل – أنكم إخواننا وأهلنا في المغرب مررتم منذ فترة قريبة بهذا الزلزال الرهيب الذي أصاب منطقة مراكش وغيرها، ولا شك أن هذا أيضا أثر في الحالة النفسية للكثيرين من الناس، فربما هذا الذي تشعر به إنما هو انعكاس لهذا المصاب الجلل.
داعيا الله تعالى أن يشرح صدرك وييسر أمرك ويشد من عزيمتك لتكون من المصلين؛ لأن الله تعالى يقول: {إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا}، وقال سبحانه: {ألا بذكر الله تطمئن القلوب}، فلا شك أن الصلاة هي أحد المصادر الرئيسية لأن يشعر الإنسان بالسكينة والطمأنينة في حياته.
وبالله التوفيق.
_________________________________
انتهت إجابة د. مأمون مبيض استشاري الطب النفسي
وتليها إجابة الشيخ/ أحمد المحمدي المستشار التربوي
_________________________________
نرحب بك مجددا -أخي أشرف- في موقعك، ونؤكد على ما قاله الدكتور مأمون من الجانب النفسي، ونرى أنه هام جدا، ويجب عليك الاعتناء به.
نحن دائما نحب أن نفسر الأحداث وفق أسبابها المنطقية، لكنا في ذات الوقت لا ينبغي أن نتغافل أن هناك عوامل أخرى يمكن أن تكون سببا ويمكن ألا تكون، لكن من باب العلاج إن كانت موجودة، ومن باب الوقاية إن لم تكن موجودة.
ذكرت أخي الكريم أنك لا تصلي، وهذه مشكلة كبيرة، فالصلاة هي علاقة بين العبد وربه، فإذا فقد هذه الصلة بربه، فإن الشيطان سيتسلط عليه، ولعل ما تشعر به بسبب هذا الأمر، فلا تستهن بموضوع الصلاة، فهي حماية لك من الشيطان وأعوانه، وهي سلاحك، فإذا فقدت سلاحك فكيف ستحارب عدوك؟
نود منك -أخي الكريم- ما يلي:
1- المحافظة على الأذكار الصباحية والمسائية، مع أذكار النوم.
2- قراءة الرقية الشرعية على الماء، والشرب منها والاغتسال كذلك.
3-تغيير غرفة نومك إن أمكن، أو تغييرها بعد غسلها أو تبديل الأثاث فيه.
4-قراءة سورة البقرة يوميا في بيتك، وإن عجزت فلا بأس من الاستماع لها.
5- عدم الذهاب للنوم إلا على وضوء مع قراءة آية الكرسي والمعوذات.
افعل ذلك مع نصائح د. مأمون، وستجد الخير إن شاء الله، وسنورد لك الرقية الشرعية:
- الآيات الواردة في القرآن الكريم:
بسم الله الرحمن الرحيم { الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * اهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين).
(الم * ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين * الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون * والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون * أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون).
(إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون).
(الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السموات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السموات والأرض ولا يئوده حفظهما وهو العلي العظيم).
(آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير * لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين).
(إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين).
(إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب * الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار).
(أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون * فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم * ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون * وقل رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين).
(وأوحينا إلى موسى أن ألق عصاك فإذا هي تلقف ما يأفكون * فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون * فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين).
(وقال فرعون ائتوني بكل ساحر عليم * فلما جاء السحرة قال لهم موسى ألقوا ما أنتم ملقون * فلما ألقوا قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين * ويحق الله الحق بكلماته ولو كره المجرمون).
(قالوا يا موسى إما أن تلقي وإما أن نكون أول من ألقى * قال بل ألقوا فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى * فأوجس في نفسه خيفة موسى * قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى * وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى).
(والصافات صفا * فالزاجرات زجرا * فالتاليات ذكرا * إن إلهكم لواحد * رب السموات والأرض وما بينهما ورب المشارق * إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب * وحفظا من كل شيطان مارد * لا يسمعون إلى الملإ الأعلى ويقذفون من كل جانب * دحورا ولهم عذاب واصب * إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب).
(هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم * هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون * هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في وهو العزيز الحكيم).
(وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا) (وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون وما هو إلا ذكر للعالمين) (وأنه تعالى جد ربنا ما اتخذ صاحبة ولا ولدا).
(قل يا أيها الكافرون * لا أعبد ما تعبدون * ولا أنتم عابدون ما أعبد * ولا أنا عابد ما عبدتم * ولا أنتم عابدون ما أعبد * لكم دينكم ولي دين) (قل هو الله أحد * الله الصمد * لم يلد ولم يولد * ولم يكن له كفوا أحد) (قل أعوذ برب الفلق * من شر ما خلق * ومن شر غاسق إذا وقب * ومن شر النفاثات في العقد * ومن شر حاسد إذا حسد) (قل أعوذ برب الناس * ملك الناس * إله الناس * من شر الوسواس الخناس * الذي يوسوس في صدور الناس * من الجنة والناس).
- الأدعية الواردة في السنة:
- أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق.
- أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة.
- أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما ينزل من السماء، ومن شر ما يعرج فيها، ومن شر ما ذرأ في الأرض، ومن شر ما يخرج منها ومن فتن الليل والنهار، ومن شر طوارق الليل والنهار إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن.
- أعوذ بكلمات الله التامات من غضبه وعقابه، ومن شر عباده ومن شر همزات الشياطين وأن يحضرون.
- اللهم إني أعوذ بوجهك الكريم، وكلماتك التامة من شر ما أنت آخذ بناصيته.
- اللهم أنت تكشف المأثم والمغرم، اللهم إنه لا يهزم جندك ولا يخلف وعدك، سبحانك وبحمدك.
- حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم.
- بسم الله أرقيك من كل داء يؤذيك ومن شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك، بسم الله أرقيك.
- أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك.
والله الموفق.