السؤال
أنا فتاة مخطوبة (مع كتب الكتاب) من رجل من الأقارب، منذ أن رأيته أول مرة لم أشعر بالقبول تجاهه، فهو ليس وسيما أبدا، ولكني قررت عدم الحكم على شكله الخارجي، وإعطاءه الفرصة، فربما تجذبني شخصيته، خاصة أنه ذو وظيفة ثابتة، وأوضاعه مستقرة، لكن كلما عرفته أكثر لم أستطع محبته، أو حتى تقبله، وخاصة أنه لا يقدم لي أي هدايا، أو يشتري لي أي شيء، أو يخرجني أي مشوار، إلا إذا طلبت منه، وهذا أزعجني كثيرا، لا أنكر بأنه يعطيني مصروفا كبيرا نوعا ما، ولكن أي شيء آخر غير مستعد لعمله، إلا إذا طلبت منه.
عندما نخرج إذا طلبت منه ماء، يقول: ليس معه مال، ولا يسألني إن كنت جائعة، أم أريد شيئا، وأنا لا أطلب، فأنا فتاة خجولة، وهناك أشياء لا تطلب.
عند الخلافات دائما ما يظن أنه على صواب، ولا يقتنع بكلامي، وهذا يستنزف طاقتي؛ لأنه يتكرر كثيرا، وهو غير اجتماعي أبدا، ولا يحب الحديث، أو مخالطة عائلتي أو عائلته، وعندما يضايقني أحد بالشارع يقول فقط "إنه قليل أدب، ويمشي" ولا يدافع عني، وفي أي مشكلة كبيرة نمر بها يقول: لا أريد القدوم، فلنجعل عائلتي أو عائلتك يجدون حلا للمشكلة عني.
دائما يقطع الوعود ولا ينفذها، إلا إذا ألححت عليه كثيرا، وما يزعجني أكثر أنه لا يهتم بنظافته الشخصية، وأقرف من الاقتراب منه، لكن لا أظهر له ذلك، ومع هذا فهو شخص حنون، ولا يحب أن يضايقني، وعندما أريد شيئا يحاول أن يسعدني، لكني تعبت من لعب دور الرجل بالعلاقة، وأخاف الانفصال عنه، خاصة بأنني كنت مخطوبة من قبل، وهذه هي الخطبة الثانية لي، وأخاف أن يكون كل ما أراه تفاهات غير مهمة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Fofo حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -بنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يصلح هذا الزوج، وأن يهديه إلى أحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي إلى أحسنها إلا هو.
لا يخفى على أمثالك أن أهم ما نبحث عنه في الرجل هو دينه وخلقه، والرجل لا يضره إذا كان به بعض الضعف، أو قليل الوسامة؛ لأن الرجل المطلوب منه أن يكون له مركز اجتماعي، ويهتم بأهله، وقد أشرت إلى أنه كريم، ويعطيك نفقة جيدة، فهو لا يقصر في هذا الجانب، لكنه إذا خرج معك لا يشتري لك ما تحبينه.
وأرجو أن نكون قد فهمنا من سؤالك فهما صحيحا من أنك فتاة مخطوبة، وقد كتب كتاب عقد النكاح، فهذا مما ينبغي أن ننبه له؛ فالذي يظهر أنك تخرجين معه وتطلبين أشياء، ولكنه لا يعطيك إلا إذا طلبت منه، هنا نحب أن نقول: لا يوجد إنسان إلا وفيه سلبيات، وله إيجابيات، وطوبى لمن تنغمر سيئاته القليلة في بحور حسناته، ولذلك ينبغي أن تكون نظرة الفتاة لمن يخطبها أو لزوجها نظرة شاملة، تضع الإيجابيات وتضخمها، ثم تضع إلى جوارها السلبيات وتقللها، وعندها ستعرف الفضائل التي عند هذا الزوج.
كثير من الأمور يحتاج الزوج فيها إلى تنبيه، لكن التنبيه يكون لطيفا، ويكون في مكانه الصحيح، وبالطريقة الصحيحة، وحبذا لو شجعت هذا الرجل حتى يتواصل مع الموقع، ويطلب نصائح كأن يقول: أنا في بداية زواجي، بماذا تنصحونني؟ حتى يستمع إلى التوجيهات من طرف خبراء، ومن طرف خارجي ومحايد، وينطلق من قواعد هذا الشرع الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به، وأيضا انسحابه من المشاكل العائلية، وعدم دفاعه عنك والاكتفاء بالإساءة إلى من يسيء، هذه أمور نحن نتمنى أن يعالجها.
كل هذا أرجو أن يتغير مع استمرار الحياة الزوجية، وطبعا نحن لا نؤيد هذه السلبية، ونريد للرجل أن يحمي عرضه، ويكون عنده شهامة، وهذه أمور أرجو أن ينتبه لها، ومرة أخرى لا نحب أن تركزي على السلبيات وحدها، وعليك أن تتذكري أن أي رجل فيه إيجابيات، وله سلبيات، أي امرأة فيها إيجابيات وفيها نقائص، والمطلوب هو أن نقبل الشخص كما هو، ثم نسعى بعد ذلك في تطوير قدراتنا ومهاراتنا وتحسين أخلاقنا؛ لأن الإنسان يهذب نفسه عندما يتمسك بآداب الشرع، يتلو القرآن، ويتأسى بخير الأنام، ويدرس أخلاق النبي -صلى الله عليه وسلم- في حياته ومع زوجاته، وأنت أيضا تدرسين سيرة أمهات المؤمنين.
ينبغي أن نتقدم في تطوير أنفسنا، انطلاقا من قواعد هذا الشرع الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به، وأيضا نحن نسعد بالاستمرار في التواصل، وطرح المخاوف التي عندك، وأيضا المحافظة على الأسرة، تقولين: إنك تخافين؛ لأنك كنت مخطوبة من قبل، وهذه هي الخطبة الثانية، وفعلا لذلك نريد أن تكوني واقعية في طلباتك، وتعرفي أن النقص يطاردنا جميعا فحن بشر.
نسأل الله لنا ولكم التوفيق والاستقرار والسداد.