السؤال
السلام عليكم..
أنا طالبة في السنة الثالثة من الكلية، أحببت إنسانا وأنا في سنة الثالث الثانوي، وهذه أول تجربة في حياتي ونحن الاثنان في سن بعض، وفعلا نحب بعضنا كثيرا، هو طالب أزهري، وأنا تعليم عام، خلصنا الثانوية، ودخلنا الكلية، ومرت ثلاث سنوات، لكن للأسف هو كان يسقط كل سنة، هو الآن في أولى كلية وأنا في الثالثة.
أهله لاموني، وقالوا: إنني السبب، وهم يعرفون أنني لست أنا السبب. قررت البعد عنه، وموت قلبي، لكن هو كان يتصل ويسأل كل فترة، إلى أن اتصل في يوم وأنا كان عندي ظروف صعبة في العائلة، ومنهارة وقررنا أن نبقى أصدقاء، ومرت أيام ليست بكثيرة، ولكن أنا في داخلي أشعر بحيرة.
وأحس بأننا سنرجع إلى ما كنا فيه، ومن داخلي فعلا مؤمنة أن الذي نحن فيه حرام، والموضوع انتهى إلا أنني تعبانة جدا جدا، ومتأكدة أنه تعبان أيضا، فهل أنتظر حتى ينهي دراسته، على العلم أني سأكمل دراستي بعد ما أخلص الكلية، أم أرى طريقي وحياتي؟ أنا في حيرة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بنت مصرية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله العظيم أن يغفر ذنبك، وأن يسهل أمرك، وأن يلهمك السداد والرشاد.
فليس من مصلحتك انتظار السراب وبناء العلاقات مع الشباب، فإن ذلك يجلب الندامة والتباب، وعودي إلى رشدك قبل أن تنفتح عليك من الشر أبواب، وتذكري أن الله شديد العقاب، وأنه سبحانه غفار لمن رجع وتاب، ولا تقبلي إلا بصالح يأتي البيوت من الأبواب، ويرغب في علاقة شرعية على هدي السنة والكتاب، ويأتي بأهله وكرام الأصحاب.
ولا تخفى عليك أنه لا صداقة بين الشباب والبنات، ولا يغرنك ما تفعله الممثلات الفاسقات وما تنشره الفضائيات، وتشبهي بالصحابيات، وكوني في صحبة الصالحات، ولا تستعجلي في أمر زواجك فإن لكل أجل كتاب، ولن يضيعك ربك الوهاب، فالتزمي طريقه وتمسكي بالحجاب، وافعلي الخير ودوري مع السنة والكتاب.
ونحن ننصحك بأن توقفي الاتصالات وتقتطعي ما سبق من العلاقات، وأكثري من الحسنات الماحيات ((إن الحسنات يذهبن السيئات))[هود:114]، ولا تكرري التجربة فإن الله يمهل ولا يهمل، وحافظي على دينك وحجابك وسمعتك، فإن الفتاة مثل الثوب الأبيض لا يحتمل الأوساخ، وكما قيل: "إن البياض قليل الحمل للدنس".
وإذا جاءك صاحب الدين والأخلاق فلا تترددي، واعلمي أن خير البر عاجله، ونحن في زمان الفتن، وأرجو أن تشغلي نفسك بالخير والطاعة قبل أن تشغلك بالشر والمعصية، واحشري نفسك في زمرة الصالحات، وعمري قلبك بحب الله والإيمان، واشتغلي بذكر الله والقرآن، وانتظري رحمة الكريم المنان.