الفتاة التي أرغب بها لديها ماضٍ سيء ولكنها تائبة، فهل أخطبها؟

0 2

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أحتاج استشارتكم، فأنا في حيرة من أمري.

أنا شاب عمري 21 سنة تقريبا، منذ فترة قصيرة تعرفت إلى فتاة، فأحبتني. أنا أرفض هذا الأمر، إلا إن الأمر اختلف بعد معرفتي بهذه الفتاة، لقد استطاعت أن تغير نظرتي لهذا الأمر، فأصبحنا نتحدث، وكانت الأمور بيننا تسير بشكل جيد، وأهلي على علم بذلك، واتفقنا على إتمام الأمر بشكل رسمي بعد تخرجها -إن شاء الله-.

وعند جلوسي ذات يوم مع صاحبي جاءت سيرة هذه الفتاة، وأخبرني أنها قد خرجت مع شاب إلى شقة وحدث بينهما ما حدث إلا إنها ما زالت بنتا، فكدت أجن عند سماعي لهذا الخبر!

عدت للمنزل ومباشرة اتصلت بها وسألتها، فلم تنكر الأمر، وأخبرتني بكل شيء، وقالت إنها كانت تنوي إخباري بالأمر لكنها خشيت أن تخسرني، وقد حدث هذا الأمر معها قبل سنتين، وكان عمرها 18 سنة، وكانت جاهلة، وهي يتيمة الأب وليس لديها من ينصحها ويرشدها، وأقسمت بالله بأنها نادمة على ما حصل منها، وقد اعتمرت مرتين، وهي الآن ملتزمة جدا، ومطيعة لله تبارك وتعالى.

لا أعرف ما أفعل، هل أكمل معها أم ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يهدي شبابنا جميعا إلى أحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلا هو.

لا مانع من أن تكمل معها وتستر عليها، لكن ينبغي أن تتوقف العلاقة تماما الآن، وتعطي نفسك فرصة، حتى تتحول هذه العلاقة إلى علاقة رسمية شرعية، عبر مجيء البيوت من أبوابها، ولا تقدم على هذه الخطوة، وخطة الاستمرار، وقرار إكمال مشوار الحياة معها إلا إذا تأكدت أن نفسك خالية من الشكوك؛ لأن العبرة ليس بماضيها، ولكن العبرة بحاضرها الذي تقول عنه: (ملتزمة جدا، ومطيعة لله تبارك وتعالى).

وإذا كان أهلك وأهلها على علم فلا بد من تصحيح هذه العلاقة، لتكون علاقة رسمية؛ لأنه حتى الآن لا توجد خطبة، والخطبة إذا وجدت أيضا لا تبيح التوسع في هذه العلاقات؛ لأن الخطبة ما هي إلا وعد بالزواج، لا تبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته، ولا الخروج معها ولا التوسع في الكلام، والمؤمن مطالب بأن يلتزم بشرع الله تبارك وتعالى.

ولذلك ينبغي أن يحصل الآن ابتعاد تام بينكما، تكملان الدراسة، وتكمل هي مهامها، وتعودان إلى الله أكثر وأكثر، حتى يبارك لكما الله تبارك وتعالى، بعد مدة أو الآن يذهب أهلك رسميا ليطرقوا باب أهلها، حتى تكون العلاقة علاقة رسمية، حتى يعرفوا أنك راغب فيها، وكل هذا أرجو أن تشرك فيه الأهل.

أما السر الذي ظهر لك فينبغي أن يظل مكتوما، فليس لك أن تفضحها، بل عليك أن تستر عليها، والإنسان يستر على نفسه ويستر على غيره، فـ (من ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة)، ولكن أكرر: ليس لها رباط بك حتى يكون هناك غطاء شرعي لهذه العلاقة، وعليه أرجو:

- التوقف منك ومنها.
- التوبة منها، والتوبة منك أيضا على هذا التواصل الذي حصل دون أن يكون هناك غطاء شرعي رسمي لهذه العلاقة.
- الإقبال على الله.
- الاجتهاد في إكمال مشوار الدراسة ومشوار الحياة، وإعداد نفسك للزواج.
- مشاركة الأسرة من الطرفين، حتى تتأكدوا جميعا أن الاستمرار ممكن، وليس هناك من يقف في طريق هذا الزواج من طرفك أو من طرفها، إذا كان والدها ميتا، فلها أولياء، سواء كان الجد، أو الأخ الكبير، أو العم على قيد الحياة يتولون أمرها، ولا بد من التواصل بين الأهل من الطرفين.

نسأل الله أن يقدر لك ولها الخير، وأن يتوب علينا وعليكم.

مواد ذات صلة

الاستشارات