زوجي يسبني ويهددني بالطلاق إذا طالبت بسكن مستقل!

0 4

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا امرأة متزوجة، عمري 34 سنة، وأم لطفل رضيع، زوجي إنسان ظريف، وقلبه كبير، وأنا أحبه، لكنه كثير التلفظ بالطلاق على أتفه الأسباب، وبلا سبب، وكذلك يسبني ويهينني أمام أهله، ولا يريد أن يشتري منزلا لنسكن فيه، ولا أن يستأجره.

أنا متزوجة منذ 4 سنوات، وإلى الآن أسكن مع أهلي، ودائما يقولون لي قولي لزوجك يشتري لك ولابنك منزلا، وأنا لا أستطيع أن أتحدث معه في الموضوع؛ لأني أخاف أن يسبني، أو يطلقني، أنا أصبحت لا أطيق السب والشتم، مرة رمى الطلاق وهو متغرب.

عند مجيئه يأخذني لمنزل أخته، وإذا حدث شيء فإن أخواته يهددوننا بإخبار صاحبة البيت لتطردنا، وأنا رغم إهانتهن وتدخلهن في حياتنا أبقى صامتة؛ لأنه يقول لي: إذا تكلمت سأطلقك، وهو دائما يقول لي: لا تحلمي بوجود منزل لنا، علما أني اشترطت عليه قبل الزواج أن يكون لي منزل مستقل، ووعدني أنه سيشتريه، ووعدني أنه سيأخذني معه للبلاد التي يسكن فيها، لكن أخلف وعده، وأنا تقبلت الموضوع؛ خشية أن أسبب له المشاكل إذا أصررت على الموضوع، وأصبح يطلب مني أن أعمل لكي أصرف على نفسي استعدادا لليوم الذي سيتركني فيه.

لا أعرف هل كلامه جدي أم مجرد كلام! وماذا أفعل في موضوع المنزل؟ أصبحت كئيبة من هذا الموضوع بسبب الضغط منه ومن أهلي وأهله، أصبحت لا أطيق هذه الحياة، وأخاف من المستقبل؛ لأني لا أريد الطلاق، وهل إذا طلقني سأكون أنا من تسببت في هذا الطلاق؟ أترجاكم أن ترشدوني. وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Fatima حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظ زوجك، وأن يقدر لكما الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وبعد:

إننا نحمد الله أن رزقك زوجا له صفات إيجابية جيدة عبرت عنها بقولك: قلبه كبير، وهذه صفة جيدة؛ لأن صاحب القلب الحسن لا يقلق المرء منه، فهو لا يعرف الغدر، ولا يظلم من يحب، وهذه صفة جيدة يجب البناء عليها.

أختنا الفاضلة: إذا تأملنا النظر في شكايتك، فنجد أن الصفات السلبية من زوجك محصورة فيما يلي:
- كثير التلفظ بالطلاق.
- السب والإهانة بدون سبب حتى أمام الأهل.
- عدم وجود مسكن.

وهي بالطبع مشاكل ينبغي التعامل معها بحذر، فالمشاكل الزوجية -أختنا- على قسمين:
1- قسم يمكن تجنبه، فهذا نسعى إلى إيجاد الدواء له بعقل وروية.
2- قسم لا يمكن حله اليوم، فهذا يجب التعايش معه إلى أن يأتي الله بالفرج من عنده.

ونحن نرى أن المشاكل الثلاث التي معك، هي كلها في إطار الحل -إن شاء الله-، لكن تحتاج إلى حكمة في التعامل.

أولا: مشكلة التلفظ بالطلاق مع السب والشتم توضح لنا أن زوجك من النوع العصبي الذي لا يحسن التحكم في انفعالاته، ولذا يلجأ إلى مثل هذا الأسلوب، وعلاج هذه النقطة ما يلي:
1- الابتعاد قدر الإمكان عما يثير حفيظته أو يغضبه.
2- عدم مناقشته في أي مسائل خلافية وقت الغضب.
3- الاجتهاد في تفهم نفسيته، وتفهم ما يفكر فيه؛ فإن هذا أدعى إلى إيجاد أماكن للالتقاء بينكما.
4- كثرة الحوار معه طريق مهم لفهمه.
5- مناقشة الأمور الخلافية في غير وقت الغضب بطريقة لا تثيره، بأن تطلبي ابتداء وقتا للحديث معه عن مشكلة ما، واجعليه من يحدد الوقت، وتأكدي من أن نفسيته حسنة للحديث، ابدئي الحديث معه بأمور إيجابية في حياتكما، ثم اثني عليه بما فيه من خير، ثم اذكري المشكلة من غير إطالة، ثم استمعي إلى رده دون تعقيب، لكن فكري فقط في كلامه، ثم ابدئي بالرد، وإذا حدث أن تغيرت نبرة صوته أو بدأ بالغضب، فاذكري تحفظك، وأغلقي الحوار: ( كأن تقولي له: أنت أدرى لكني غير مقتنعة)، حتى تصل إليه رسالة أن المشكلة لا زالت عالقة، وأنها تحتاج إلى حل، ومجرد وجود هذا الإيحاء مفيد.

6- مسألة التلفظ بالطلاق تحتاج إلى أمرين:
- تبيان حكمه له، وخطورة ذلك عن طريق شيخ المسجد الذي يحبه، أو صاحب صالح أو قريب تقي، المهم أن يكون بطريق غير مباشر، وألا يكون منك أنت.
- الابتعاد قدر الاستطاعة عن مواطن غضبه -بما أسلفنا لك من نصائح-.

ثانيا: مشكلة البيت هي أحد أمرين:
- إما عن غير قدرة مادية.
- أو عن قلة حيلة في التفكير.
فإن كانت عن عجز مادي اليوم، فاعمدي إلى تأجيل الحديث، مع ضرورة الترشيد في النفقة حتى يأذن الله عز وجل، ويمكن بالترشيد عرض فكرة إيجار بيت، ولو صغير، ولو شقة.
وإن كان عن قلة حيلة أو تفكير غير جيد؛ فإننا ننصحك بوضع حلول له إضافية تفتحين به مدارك فهمه، أو الاستعانة ببعض الصالحين ممن يحبهم الزوج لطرح هذه الأفكار عليه، المهم أن يكون الحديث في الحلول، وليس في توصيف المشاكل.

ثالثا: مسألة العمل تلك لا يصلح فيها التلميح، وما دام لم يصرح بها، فلا ينبغي عليك فعل ذلك، على أنك إن وجدت عملا منضبطا بالضوابط الشرعية، وأردت أن تساعدي الزوج في ذلك، وهو كان موافقا، فلا بأس من الاستشارة والاستخارة، المهم أن يكون العمل منضبطا شرعا، وغير مؤثر على حياتك الاجتماعية، ولا مضيع لحقوق ولدك، وهو رغبة زوجك، فإذا اختل أحد الأركان، فينبغي التوقف.

وأخيرا: زوجك -أختنا- من حيث التوصيف العام: جيد، وعندك منه مولود يوشك أن يكبر غدا، وسيكون تعلقه بك وبه في ازدياد، وحرصه على الاستقلالية سيزداد حتما، فاطمئي واصبري واحرصي -بارك الله فيك- على أمرين:
- ربط صلته بالله عز وجل عن طريق إعانته على الطاعة وتذكيره به، ولا بأس أن يكون لكما معا ورد ثابت من القرآن أو من الصلاة، المهم أن تجدي وسائل مناسبة مباشرة، وغير مباشرة لتقوية علاقته بالله عز وجل.
- إدامة الود بينكما والإحسان إليه ما استطعت، والحوار معه فيما يحب الحديث فيه، مع إسماعه الكلام الطيب الذي يكون بين الزوجين، مع كثرة الدعاء لله عز وجل أن يصلحه وأن يحفظه لكم، فالدعاء فيه سر عجيب.

نسأل الله أن يوفقكما لما يحبه ويرضاه، والله المستعان.

مواد ذات صلة

الاستشارات