السؤال
السلام عليكم
كيف يمكنني الوصول إلى الحل الصحيح مع والد الزوجة الذي يمنع عنها راتبها، علما بأنه من شروط العقد أن تعمل، وكل سنة إلى سنتين يبعث لها دفتر الصكوك، وتبين أنه يقوم بذلك مع جميع بناته، وهو يتحجج بأن رواتبهن ستذهب إلى أزواجهن.
للأسف، يتحدث في غيبتنا للناس بأننا نحاول استغلال بناته، وأنه يحميهن، هو رجل بخيل، وهذا ليس طعنا، لكن لأضعكم في الصورة، وشخصيته تعتبر شبه انفصامية حسب تحليل طبيب نفسي، يحاول التوسط لحل الخلافات.
الطبيب يعالج ابنه الوحيد الذي تسبب له في اضطرابات حادة بسبب إحراجه، وطرد أصدقائه وتتبع أخباره؛ مما تسبب له في اكتئاب.
بعد 5 سنوات من عمل زوجتي، أوقفتها عن العمل، وطلبت منها أن تنشغل بتربية بناتنا، فعملها أصبح أمرا غير مناسب، والنفقة الواجبة علي تكفي الحياة اليومية بصعوبة، ولا أستطيع تحمل مصاريف ذهابها للمدرسة باعتبارها معلمة في مدرسة بنات، هي متفهمة لذلك، وليس في يدها حيلة، وتخاف من العقوق.
بدأ بعض الخيرين في حل المشكلة، إلا إنه يماطل ويقول إنه صرف عليها الكثير أثناء تربيتها، ويتصرف بطرق غير طبيعية.
أنا أخاف من ظلم زوجتي بقطع رزقها، والحقيقة أنه رجل أعطاه الله سعة في الرزق -ربي يزيده، اللهم لا حسد-، لكن تصرفاته إجمالا غير صحيحة، وهو رجل يظهر بصورة مزعجة.
أرشدوني بالله عليكم، علما أن باقي أخواتها المتزوجات وضعهن المادي لا بأس به، وبالتالي فقد توقفن عن تحويل المال له، أما أنا فقلت لها توقفي عن العمل؛ لأنه يتصرف في أموالها بالسحب، والتوكيل، وبطرق غير سوية، وأيضا حتى أمكنها من العمل بمدرسة خاصة لتصبح ذمتها المالية مستقلة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أيها الأخ الكريم- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام بأمر زوجتك، ونسأل الله أن يهدي والدها لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلا هو.
أرجو أن يكون هذا الحل الذي وصلت إليه بموافقة زوجتك؛ لأنها صاحبة المصلحة، وهي التي تحدد الأفيد بالنسبة لها، ونسأل الله أن يعينها على القيام بواجباتها تجاهك كزوج، وتجاه أبنائها وتجاه والدها، الذي يظل والدا مهما حصل منه من تقصير.
إذا كان هناك مجال لإعادة ترتيب الأوضاع، فالأمر متروك لكم، لكن هذه الأمور الطرف الأساسي فيها هو هذه السيدة التي هي زوجتك، إذا كانت راضية بالحل الذي طلبته منها وقبلت به، فأرجو ألا يكون عليك حرج، ولكن ينبغي أن تراعي أيضا مصلحتها ومصلحة الأبناء والبنات في مستقبل أيامكم، ونسأل الله أن يعينكم على الوصول إلى الحلول المناسبة.
وإذا رضي الوالد أن تعود إلى العمل وغير طريقته في التعامل، فأرجو ألا يكون في ذلك بأس، كما أرجو أن يكون للعقلاء من أعمامها وأخوالها، ومن يمكن أن يؤثر على والدها دور؛ حتى يعوضها عن بعض ما بذلته من الأموال.
ونحن نريد أن نقول: إذا كان الأب محتاجا فعلى الأبناء والبنات أن يساعدوه، أما إذا كان غير محتاج فعليهم أن يعطوه الشيء المناسب الذي لا يلحق بهم الضرر في مصاريفهم أو في حياتهم الخاصة، ونسأل الله أن يعينكم على الخير.
ونحن ينبغي أن ندرك أن مثل هذه الأشياء تحتاج منا إلى صبر، وتحتاج منا إلى حكمة ودراية، ودراسة لأي قرار قبل اتخاذه، وأتمنى أن يكون هذا القرار جاء عن دراسة، ونسأل الله تبارك وتعالى لنا ولكم التوفيق والسداد.
ولا يعتبر هذا من العقوق طالما هي أصلا بذلت في سنوات ماضية لأجل والدها، وعليها أن تبذل عندما يحتاج وفي قدرتها أن تبذل وتساعد، ونسأل الله أن يعينكم على الخير، وأن يعيننا حتى نعطي كل ذي حق حقه.
نسال الله لنا ولكم التوفيق والثبات والهداية.