السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا دائما أتحدث مع زوجي في الهاتف، وينشغل عني في المكالمة، ولاحظت أنه يدخل إلى مواقع التواصل الاجتماعي ولا ينتبه إلى كلامي ولا يركز، قد أصمت أحيانا تجنبا للمشاكل، ولكني أعلم أنه يتابع مواقع التواصل الاجتماعي، وعندما أخبره أنك تتابع المواقع يصر على الكذب، وكل الأدلة معي، ماذا أفعل؟ لأن هذا الوضع يزعجني حقا، ويشعرني بعدم أهميتي وعدم احترامي.

شكرا.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور التقى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يحفظك، وأن يبارك فيك، وأن يقدر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به، وبعد:

قد تفهمنا حديثك جيدا -أختنا الكريمة-، ولكن قبل أن نخبرك بما يجب فعله لا بد أن ننبهك إلى أمرين:

1- ما من بيت إلا وفيه مشاكله، تكبر وتصغر تلك المشاكل حسب التعامل معها، لكن وجودها باق، وتلك طبيعة الحياة.
2- الشيطان المتربص بكل بيت لا بد أن يعمد إلى أمرين:
- تضخيم المشاكل أكبر مما هي عليه.
- زرع سوء الظن، وتحميل المواقف فوق ما تتحمل.

وقد حدث بعض هذا معك دون أن تنتبهي، فمثلا هو أخطأ بتركك والتعامل مع الهاتف والدخول على المواقع، وغرضه من ذلك إما التسلية أو الترفيه، لكن يأتي الشيطان ويفسر هذا لك على أنه إهمال، ثم يصير سوء الظن، ثم تضخم لنصل إلى مرحلة عدم الشعور بالراحة، فمع أننا نسلم بخطئه، إلا أن هناك فارقا هائلا بين تعمد الإهمال وبين بحثه عما يسعده، الانتباه لهذه النقطة هام جدا، وإسقاطها على بقية حياتك وتعاملاتك سيفيدك كثيرا.

أختنا الكريمة: إننا ننصحك بما يلي:
1- تضخيم كل إيجابياته والتفكير فيها بلغة التعظيم، لأن هذا يعدل المزاج النفسي عندك، وهذا مهم في هذا التوقيت.
2- تعرفي على الأمور التي يحب الزوج الحديث عنها وتحدثي فيها.
3- لا تفرضي نفسك عليه عند الانشغال حتى لا يكون الحديث ثقيلا.
4- الرجل أسير المدح، أكثري من مدحه والثناء عليه.
5- اصنعي لنفسك برنامجا تثقيفيا خاصا بك: كقراءة كتاب معين، مع المداومة على ورد من القرآن، المهم أن يكون لك برنامج موازي متى ما كان منشغلا.
6- لا تفتشي خلفه، ولا تتجسسي عليه، فإن هذا يوغر الصدر، ويفتح مداخل الشيطان.
7- بعد مدة من السير على هذا المنهج، قولي له: لقد سمعت من يقول: إن الحياة الزوجية لا بد أن تمر بمصاعب تقلل من طبيعة الود فيها، وأفضل علاج لها المراجعات الدائمة بين الزوجين، وأنا أحب أن أبدأ بنفسي، ثم اطلبي منه أن يخبرك: ما الذي يحبه فيك حتى تكثري منه، وما الذي يزعجه منك حتى تتجنبيه؟ بالطبع يجب أن تأخذي كلامه على محمل الجد، لأنك ساعتها سترين نفسك بعينه، وهذا سيدفعه إلى أن يكرر على ذات السؤال، فإن كرره، أكثري مما تحبينه، واذكري له في أسطر محدودة وقصيرة ما تنقمين عليه، على أن تختمي الحديث بحبك له، وإن لم يسألك، فاعلمي أن فكرة المراجعة قد زرعت في رأسه، فاطمئني.

وأخيرا: حصني -أختنا- بيتك بالأذكار، وقراءة القرآن، وخاصة سورة البقرة كل ليلة، فإنها حصن حصين من الشيطان، وأعيني زوجك بهدوء على الطاعة، و-إن شاء الله- تتجاوزين هذه المشاكل بأربعة فاحفظيها:
- الصبر.
- العقل.
- التغافل.
- الدعاء.

نسأل الله أن يبارك فيك وأن يحفظك، والله الموفق.