زواج الشاب بفتاة أسمن منه.. ما توجيهكم؟

0 32

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

استنفذت وقتا وجهدا في البحث عن موضوع تطرق لمشكلتي، ولكن لا فائدة، فقلت سأكتب للشبكة -وإن شاء الله- لن يبخلوا علي بنصائحهم وتوجيهاتهم، فجزاهم الله خيرا.

عمري ستة وعشرون سنة، وأريد الزواج من شابة في العشرين، ولكن أنا نحيف وهي سمينة؛ إذ أن وزني 68 وطولي 180 وأبدو نحيفا، وهي وزنها 73 وطولها 170 وتبدو ممتلئة.

والشابة على دين وخلق وجميلة، ولكن تبدو لي ممتلئة ولا تناسبني، فأنا متخوف من هذه النقطة، هل ستزيد في وزنها بعد الزواج والولادة؟ وهل سيؤثر ذلك على حياتنا؟ وهل هذا مبرر في أن أخسر فتاة متدينة وجميلة وطيبة وعلى خلق؟

أرجو تنويري قبل أن أقدم على خطبتها تفاديا للإحراج!

بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أ المغرب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فلا تتردد في الكتابة إلينا، فنحن في خدمة شباب الإسلام، بل نحن شركاء في الآمال والآلام؛ لأن المسلمين كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر، فمرحبا بك بين آبائك والإخوان، ونسأل الله أن يعمر قلبك بالإيمان، وأن يقدر لك الخير ويرزقك الرضوان.

فإذا كانت الفتاة جميلة، وذات دين وخلق، فلا يضرها ما ذكرت من سمنها، بل إن هناك من يفضلها سمينة، ولا يغرنك ما تتحدث به المجلات عن الريجيم والرشاقة، فإنها جعلت من بعض الفتيات هياكل عظمية! وليتهن سترن تلك العظام بالحياء والحجاب.

وهذه الفتاة ليست سمينة بالمستوى المخيف، بل إن الفرق بينكما ضئيل جدا، ولا أظنك تجد امرأة إلا وفيها عيب، ولكن سلامة الدين والأخلاق هي الربح والتجارة، وهي تغطي سائر العيوب، فقد تجد أخرى ممشوقة القوام لكنها خالية الإيمان، وقد تجد ثالثة جسمها منسق ومقسم، لكنها سيئة العشرة بذيئة اللسان!

والناس لا يعجبهم العجب، ولا يرضيهم شيء! فالنحيفة تعمل لتكون سمينة، وتبالغ في أكلها وشربها، والسمينة قد تضر نفسها بتركها للطعام لتصبح نحيفة، وليتنا ركزنا على الجوهر أكثر من تركيزنا على المظهر.

ولا شك أن الفتاة يزداد وزنها بعد الزواج، لكنها تستطيع –بتوفيق الله– أن تتحكم في ذلك -إن أرادت– وذلك بالاهتمام بنوعية الغذاء، وبالحركة والنشاط والصلاة والصيام، وهل أصابت الرجال والنساء التخمة، إلا من كثرة النوم، وكثرة الأكل، وعدم حمل هم الأمة التي تكثر فيها الجراح.

فلا تترك الفتاة الجميلة صاحبة الدين، التي يظهر لنا أن نفسك تميل إليها لأجل ما ذكرت من امتلاء جسمها الذي لا يتفق معك كثير من الناس أنه عيب.

وأرجو أن تتأمل قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر) وسوف يتعب طالب الكمالات في هذا الدنيا ويتعب غيره، فصل لله صلاة الاستخارة، وشاور من حضرك من أهل الخبرة والدراية، واعلم أن الدين هو المطلوب، وأن كل ما سواه عمره محدود، فاجعل الدين أولا وثانيا وآخرا، ولا تشعرها بهذا الأمر على سبيل التنقيص، وتذكر أن وزنك أيضا سوف يزداد غالبا بعد الزواج، حيث الراحة والاستقرار والاهتمام ولزوم الدار، فاستغفر ربك الغفار، وصل على نبيك المختار.

ونسأل الله أن يسعدك في الدنيا وفي دار القرار.

مواد ذات صلة

الاستشارات