أريد نصيحتكم فأنا حائر في اتخاذ قرار الزواج.

0 31

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لقد راسلتكم مسبقا وكنتم حريصين على الإجابة بوضوح تام عن كل أسئلتي، وهذا مما يسرني ويدفعني دائما لمراسلتكم.

لقد أحببت فتاة منذ 3 سنوات، واستشرتكم فيما يخص تبادل النظرات معها، وكان جوابكم واضحا في خطورة هذا الأمر، فابتعدت عنها تماما ولم أعد أراقبها أبدا.

لقد صليت صلاة الاستخارة ولكني لم أشعر بأي شيء سوى ضيق في الصدر أحيانا، ولكن حسب ما قرأت في موقعكم أنه من علامات الاستخارة ضيق في الصدر مع انصراف القلب عن الأمر، فرغم شعوري بضيق الصدر إلا أنني أقسم بالله أفكر بها بشكل متكرر، ولم أستطع أن أصرف قلبي عنها، فماذا أفعل؟

وأيضا كيف أتصرف بحال كنت لا أحب التعامل مع أحد أفراد أسرتها، هل أنظر إليها بطريقة الاهتمام بمن أحب، وأتعامل مع من لا أرغب على قدر الحاجة، أم علي اختيار العائلة بأكملها بحيث أتوافق مع الجميع؟ عذرا منكم ولكني في حيرة كبيرة.

هناك أيضا فكرة في غاية الأهمية أنا حافظ لكتاب الله، ولله الحمد والفضل والمنة أنوي -بإذن الله- إذا كانت هي من نصيبي حثها على الحفظ لنتشارك الطريق سويا، فما رأيكم؟

بصراحة لقد رأيتها لمرة واحدة بلباس لا يليق بالفتاة المسلمة، وراقبتها ولم تعد ترتديه مطلقا، وهي الآن تلبس لباسا محتشما، فهل أؤاخذ مستقبلا لاختياري لها رغم علمي بأنها ارتدت هذا اللباس ولو لمرة واحدة؟

أرجو منكم التوضيح الكامل لكل أسئلتي فأنا بحاجة ماسة للإرشاد.

وجزاكم الله عني خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Bashar حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك –ابننا الفاضل– في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والاستمرار في التواصل مع الموقع، قد أسعدنا ثنائك على الموقع، ونحن في خدمة أبنائنا الفضلاء من أمثالك، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

وسعدنا أكثر لأنك تلتزم بالتوجيهات التي تصل إليك من خلال الخبراء، والذين هم في مقام الآباء بالنسبة لك في هذا الموقع، وسعدنا أيضا لأنك صليت الاستخارة، ولن يندم من يستخير ويستشير، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

وأرجو أن تعلم أن مجرد الضيق لا يؤثر على الاستخارة، خاصة مع وجود الاستمرار في الميل والرغبة في إكمال المشوار مع الفتاة المذكورة، وإذا كان لك رغبة في التواصل معها فنتمنى أن تتخذ الخطوات العملية.

واعلم أنه ليس من الضروري أن يكون كل أهل البيت محبوبين بالنسبة لك، فلن تجد على وجه الأرض فتاة مرضية هي وأخوالها وأعمامها وأرحامها، ولن تجد كذلك فتاة قد يصعب عليها أن تجد شابا تقبل أهله وإخوانه وأخواته وأعمامه وأخواله، ولكن لا بد من حسن التعامل، ولا بد من القبول العام بهم، وتتجاوز عن الأخطاء التي عندهم، كما يقال: (من أجل عين تكرم ألف عين)، فلما نقول: القبول للعائلة معنى ذلك القبول العام، ولكن التفاصيل أنت لم تحتك بهم، وأنت الذي ستتزوج من الفتاة، والفتاة تأخذ الفتى.

وسعدنا جدا لرغبتك في جذبها إلى حفظ كتاب الله -تبارك وتعالى-، ولن يضرها ذلك الموقف الذي مر طالما رأيتها بعد ذلك محتشمة ومستمرة في احتشامها، وهذه من الأمور المهمة التي ينبغي أن تحرص عليها، بعد أن تبدأ العلاقة الشرعية، ولو بغطاء مسألة الخطبة، بعدها يمكن أن تناقش مثل هذه التفاصيل.

وأعتقد أن أي فتاة تكون حريصة على من يأخذها إلى كتاب الله، وإلى الطريق الذي يرضي الله -تبارك وتعالى-، ولن تؤاخذ على هذا الاختيار لأنك لن تجد فتاة بلا نقائص وليس عندها مخالفات صغرت أو كبرت، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

ونحن سعداء في هذا التواصل، وعلى استعداد بالإجابة لأي تساؤلات يمكن أن تطرحها، ونتمنى أن تتحول هذه الخطوات إلى خطوات عملية؛ لأننا لا نريد لمشاعر إيجابية أن تتمدد دون أن يكون دون أن تكون أسرتك وأسرتها على علم بهذه الرغبة، بل التأكيد على هذه الرغبة من الأمور المهمة، فلو تبدأ مثلا بأن تذهب الوالدة لهم، تكون هذه العلاقة علاقة رسمية؛ لأننا إلى الآن لم نشعر أنك أسست علاقة رسمية.

وإذا كان هناك علاقة رسمية، وأهلك على معرفة وموافقة، وأهلها على معرفة وموافقة فنحن نقول: (خير البر عاجله) فلتنتقلوا للمرحلة التي بعدها، فإنه (لم ير للمتحابين مثل النكاح).

ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات