كيف أوفق بين واجباتي المنزلية وجهودي التعليمية؟

0 47

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكركم بداية على هذا الموقع النافع.
أسأل الله أن يجزيكم الخير ويتقبل منكم.

سؤالي: أنا متزوجة منذ 6 سنوات، ولدي طفلان من زوجي، وطفل من زوج سابق متوفى، وطفلي اليتيم يعيش معي، وزوجي ذو خلق ودين، وله فضل علي في رعاية وتربية ابني اليتيم، لا أنكر له هذا!

مشكلتي أن طباعي مختلفة كثيرا عن طباعه، كنت في السنوات الأولى أحاول كثيرا أن أتغاضى وأتغافل؛ لأنني أحبه؛ فهو رجل ذو خلق ودين، ولكنني في هذه الأيام لا أستطيع!

لديه نقد كبير لي، لا يمكن أن يعدي أي أمر أو يتغافل عنه؛ فأنا مثلا أم لثلاثة أطفال، أقوم بتربيتهم وتدريسهم، وهو يشهد بأني غير مقصرة معهم، وبأني نعم الأم.

أدرس في جامعة عن بعد، وأعلم القرآن للطالبات في الحلقات مرتين في الأسبوع في بيتي، وأربع حصص عن بعد -والحمد والفضل لله- لا أحب أن أترك هذا الأمر في تعليم القرآن، لكنه لا يعجبه هذا؛ لأنه يريد البيت على أكمل وجه، من نظافة، وتلميع، مع أني أقوم بواجباتي المنزلية، من طبخ، وغسيل، وتنظيف، ولكن ليس بالقدر الذي يريد؛ فأهله جدا مهووسون بالنظافة والترتيب، وأنا لست كذلك؛ حتى أهلي ليسوا هكذا، ويطلب مني مرارا وتكرارا التفرغ لبيتي، وترك تدريس القرآن، وأنا أجد سعادتي في تعليم القرآن، وأحتسب على الله أن يكون عملا خالصا له وحده.

مشكلتي الوحيدة هذه كيف يمكنني أن أقنعه بأن المبالغة في التنظيف والترتيب هي أمور كماليات بالنسبة لي، ولا أحسبها من أولوياتي؟ أنا حقا ليس لي تحمل على التلميع كل يوم، والترتيب، وأرى مثلا تعليمي لأطفالي، وتعليم القرآن ومجالس العلم أهم من هذه الأمور.

مع العلم أن زوجي إنسان منظم مرتب عملي، يحب العمل، وغير مقصر، لكنه حريص لا يحب إنفاق المال إلا في مكانه، وأنا مثقفة وحساسة قليلا، عندما ينتقدني أحزن كثيرا، لكني لا أبوح له!

كيف أتخلص من هذه الحساسية لكي لا يؤثر نقده بي؟ وكيف أتعامل معه؛ فقد لاحظت فرق الطباع بيني وبينه؟

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Umahmet حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك في موقعك -إسلام ويب- وإنا نحمد الله على النعم التي تفضل الله بها عليك، نحمد الله أن رزقك الزوج، وأخوات كثر لا ينقصهن دين ولا صلاح ولا جمال، ينتظرن حتى بلغن الأربعين وهن في هموم لا يعلمها إلا الله.

نحمد الله أن رزقك من زوجك الأول طفلا، وكثير من أخواتنا مرت عليهن السنون وهن في مشاكل بسبب رغبتهن في طفل، لكن حكمة الله قضت المنع.

نحمد الله أن رزقك بعد زوجك المتوفى -رحمه الله- زوجا، وأكثر أخواتنا المطلقات أو المتوفى عنهن أزواجهن يعشن هذا الحياة التي لا تخفى على مثلك، ويكتبن ما يعانين من هم وغم.

ثم زاد فضل الله عليك بأن كان الزوج متدينا خلوقا محبا لأولادك، ولا يفرق بينهم، وهذه والله نعمة لا تعادلها نعمة؛ فأنت لا تعرفين شعور المرأة حين تجد دمعة ولدها أمام زوجها من جراء التفرقة بينه وبين أولاده، لا تعلمين القهر النفسي حين يخيرها بين تحمل هذه المعيشة القاسية أو الرحيل، وهي عاجزة عن الرحيل أو ترطيب قلب ولدها!

فالحمد لله على ما مر، والشكر له على ما أنت فيه من نعم.

لماذا نقول ذلك؟
لأن للشيطان وسائل يضيق بها النفس إذا ما توافر مرغوب له، ويجعل الدنيا كأنها واقفة لا تتحرك أمام الابتلاء التي هي فيه، مع أنها في عافية بالنسبة لملايين غيرها ولا تشعر.

أختنا الكريمة: إننا نرجو منك ما يلي:
1- عدم تضخيم المشكلة من أساسها، والتعامل معها كأن لم تكن.
2- لن يتغير الزوج عن هذه الوسوسة من وجهة نظرك، والنظافة الطبيعية من وجهة نظره؛ لأنه تربى على ذلك وأهله كذلك، وعليه فالارتقاء إلى ما يريده أفضل وأيسر.
3- إن لم تستطيعي الجمع بين الجامعة وتعليم القرآن، والارتقاء بمطلوب زوجك، فاحذفي أحدهما -أي الجامعة أو تعليم القرآن- أو قللي من الحصص إبقاء لبيتك وحفاظا عليه.

هذه نصيحتنا -أختنا- ونرجو أن تقع منك موقع النصيحة الصادقة الخالصة، وأن يحفظ الله بها بيتك إنه جواد كريم.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات