السؤال
السلام عليكم
لقد تقدم لخطبتي شاب من عائلة طيبة، وحدثت ألفة أثناء الجلسة الأولى بيننا وبينهم، واتصلوا بأنهم موافقون، واتفقنا على لقاء آخر، ولكن اتصلوا واعتذروا ولم تتم!
كذلك منذ أسبوع جاء خاطب آخر، وكان موافقا جدا، ويريد الرد من الجلسة الأولى، ووافقنا، ولكن أيضا عند اتصالنا به لتحديد جلسة أخرى لم يرد.
أنا متأكدة أن كل هذا خير لي، ولكني خائفة، لماذا بعد أن كانت الأمور ميسرة، وهناك ألفة بين الطرفين، يحدث هذا فجأة بدون أي مقدمات؟ هل هذا بسبب ذنب، أم أن أحدهم يؤذيني؟ أشعر بخوف من التفكير في ذلك!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يرزقك الزواج الصالح الذي يسعدك في الدنيا والآخرة، وبعد:
أختنا الكريمة: نتفهم تماما حديثك، وكذلك نتفهم قلقك مما قد يبدو أمامك مزعجا، ونحن لا نراه كذلك، فمن خلال مئات الرسائل التي تأتينا، وشكاوى آلاف الأخوات من الأمر ذاته نتفهم نحن أن المشكلة ليست محصورة في الأخوات، بل بعضها له تعلق بالوضع الاجتماعي، والبعض يرد ذلك إلى عدم قدرة الشباب على الزواج الجدي، أو اختلال في المنظومة في الحسابات الاقتصادية، وأحيانا ما يكون ذلك من الحسد أو العين، وإن كان قليلا.
ثانيا: دخول خاطب أو اثنين أو حتى ثلاثة لا يدل على قلق، ومن الطبيعي لمن أراد الانصراف لظروف خاصة به ألا يتحدث عن أسباب ذلك، لأنها ستضره هو.
ثالثا: أقدار الله هي الخير دائما -أختنا-، وقد يكون المناسب تدينا وخلقا هو في الحقيقة غير مناسب لك اجتماعيا، (والله يعلم وأنتم لا تعلمون).
إن الله قد كتب على ابن آدم كل شيء من قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، فعن عبد الله بن عمرو أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (فرغ الله تعالى من مقادير الخلق، قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء)، هذا يريح قلبك -أختنا الفاضلة- فمن كتبه الله لك زوجا سيكون.
رابعا: إننا نوصيك أن تسلمي الأمر لله، وأن تكثري من الدعاء أن يرزقك الله الزوج الصالح، وأن تعلمي أن أقدار الله ماضية، وكل شيء عند الله بقدر.
سلمي أمرك لله عز وجل، واعلمي أن العبد قد يتمنى الشر يحسبه خيرا، ويرفض الخير يحسبه شرا، وهذا بعض قول الله تعالى: (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون)، فالله يعلم أين الخير، ولعل الله خبأ لك من الخير ما لم يخطر على بالك، فسلمي الأمر لله خالصا تسلمي وتسعدي.
خامسا: نوصيك بعدة أمور وهي:
1- الرقية الشرعية: وهي نافعة- بعون الله تعالى– وليس فيها ضرر، تنفع مما نزل من البلاء، وما لم ينزل، ورقيتك لنفسك خير من أن يرقيك غيرك، والرقية -أختنا الكريمة- دعاء، وأفضل الدعاء ما قام به صاحبه، فليست النائحة الثكلى كالنائحة المستأجرة.
2- داومي على الأذكار المتنوعة: كأذكار النوم والاستيقاظ، والصباح والمساء، ودخول الخلاء والخروج منه، واقرئي الصفحة الأولى من سورة الصافات في يديك وانفثي فيهما، وامسحي بهما جسدك واقرئيهما في الماء، واشربي ذلك الماء معتمدة على الله تعالى، محسنة الظن به، فإن هذا -بعون الله تعالى- ينفعك.
3- تقوية الصلة بالله تعالى بكثرة استغفاره، فإن الاستغفار من أعظم أسباب جلب الأرزاق.
4- التعرف إلى النساء الصالحات، والإكثار من مجالستهن، فهن خير ما يعينك على تحصيل الزوج الصالح، وعليك بالدعاء، فالدعاء سهم صائب لا يضل راميه، وخاصة في جوف الليل، وثقي أن ما قدره الله نافذ.
نسأل الله أن يوفقك لكل خير، والله الموفق.