السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
منذ قليل قمت -دون قصد- بسب الدين؛ أثناء المزاح، مع أنني لا أنوي سب الدين إطلاقا، ولم أفعل ذلك في حياتي إطلاقا، كنت أمازح أصدقائي على سبيل الكناية وقلت: إن فلانا قال: (سب الدين)، كنت أسعى لوصف مدى عصبية شخص معين، لكنني ندمت في اللحظة ذاتها، ولم أتوقع من نفسي قول ذلك؛ لأني أعلم بأنه كفر.
تقربت من الله بشكل كبير جدا في الأشهر الماضية، فأنا لا أريد أن أغضبه لأنني أحبه، كما أنني أعيش في حالة من الضيق والحزن منذ فترة، ولم أكرر ما حدث، لكني خائف من الوقوع في الكفر بسبب سب الدين، فهل أنا كافر؟ علما أنها كانت زلة لسان.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ابراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
التوبة أمر مطلوب من كل المؤمنين في كل الأحوال، وقد أمر الله تعالى بذلك كل الناس أمرا صريحا، فقال في سورة النور: {وتوبوا إلى الله جميعا أيه المؤمنون لعلكم تفلحون}، فنحن مأمورون بالتوبة والاستغفار في كل لحظاتنا.
أما ما ذكرته في استشارتك من كونك هل وقعت في سب الدين أو لم تقع؟ فنحن نطمئنك بأننا لم نر فيما فعلت تعمدا لسب الدين، وكونك تنقل فقط عن شخص آخر بأنه قال كذا، فإنك لا تقصد بذلك أنت أن تسب الدين، وإنما تقصد نقل الخبر، فإن كان الخبر مطابقا للواقع فهو صدق، وإن لم يكن مطابقا للواقع فهو كذب.
ولكنه ليس سبا منك أنت للدين، ولا تقصد بذلك السخرية من الدين والنقص أو التنقيص منه، أو نحو ذلك من المقاصد الخبيثة؛ لذلك نحن ننصحك بأن تعرض تمام الإعراض عن هذه الأفكار.
احذر أن يفتح الشيطان عليك باب الوساوس، فتتسلط عليك وتدخلك في دائرة من العناء والمشقة والضيق والحرج، اغلق هذا الباب تماما على نفسك، ولا تنظر إلى هذه الأفكار، ولا تخف من كونك قد وقعت في مكفر.
أما الاستغفار لله سبحانه وتعالى من الذنوب عموما: فهذا أمر مطلوب، والتوبة النصوح هي التوبة من جميع الذنوب القديم منها والحديث، الظاهر والخفي، ما يعلمه الإنسان وما لا يعلمه، فهذا النوع من التوبة مطلوب منا جميعا، كما قال الله عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا عسىٰ ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار}.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقك لكل خير.