غضبت على شخص وندمت مما صدر مني، فما توجيهكم؟

0 1

السؤال

السلام عليكم

كنت أتعامل مع سمسار عقاري لشراء بيت جديد لأسكنه مع والدتي، وحدثت بعض الأخطاء من قبله، والوعود التي لم تنفذ عند البيع من السمسار، وتصرفات البائع فيها خداع طول الوقت فيما يخص الأوراق، وأنها أصلية وتأكيد السمسار بأن الأوراق موجودة.

بعد أن تمت البيعة ودفعت والدتي المبلغ بالكامل، وجدنا أن بعض الأوراق هي مجرد نسخ وليست أصلية، وقتها ثار غضبي الشديد وانفعلت على السمسار، وقلت له بعصبية وغضب شديد: إنه لم يصدق في كلامه، وكذب في البيعة لتكملتها، وعلا صوتي عليه، وبعدها قال: إنه لن يسامحني عما صدر مني، ودعا علي وعلى أهلي.

أنا أشعر بالذنب لأني لا أتمالك غضبي وعصبيتي، وأصبحت أوجه كلامي له بصراخ شديد، لإحساسي أنه تم النصب علي وعلى والدتي بعد أن تمت البيعة، فماذا أفعل حتى لا أحاسب أمام الله عما صدر مني تجاهه من غضب؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سلمى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أختي الفاضلة- في استشارات إسلام ويب، وأسأل الله أن يوفقنا وإياك لصالح القول والعمل.

أختي الفاضلة: الإنسان في لحظات الغضب يندفع دون شعور، وعليه أن يربي نفسه ويهذبها، حتى تقدر أن تملك نفسها عند الغضب، فكم من الظلم والشر يحدث بسبب الانفعال والغضب، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب).

أختي الفاضلة: من سؤالك لا ندري هل فعلا تم النصب عليك وأخذ حق والدتك أم كان مجرد إحساس وشكوك، فإن كان مجرد إحساس وشك ومخاوف تسببت في اندفاعك وغضبك ولم يحدث من ذلك شيء، فعليك أن تتوبي إلى الله تعالى وتستغفريه، وتجتهدي في تحقيق شروط التوبة: (الإقلاع والندم والعزم على عدم العودة)، وما دام أن هناك حقا لإنسان، فلا بد من أن تتحللي منه، بأن تطلبي منه السماح والاعتذار، ولا بد أن يسامحك حتى تتم توبتك، إن لم يسبب لك هذا الأمر أي أذى.

إما إن كان فعلا حدث لك ضرر ونصب في هذه البيعة، وتعمد الإساءة، فرفعك للصوت يجوز بالدعاء أن ينصرك الله عليهم ويعيد حقك، أو رفع الصوت ليعلم الناس بمظلمتك، أو بالشكاية للقاضي ونحوه، يقول تعالى: (لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم ۚ وكان الله سميعا عليما).

أختي: من أعظم ما يعين على تخفيف نوبة الغضب أمور، ومنها:

- اطلاع النفس على ما أعده الله من ثواب وأجر لمن كتم الغيظ وألزمها رضا الله، فقد جاء من حديث سهل بن معاذ عن أبيه رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من كظم غيظا، وهو قادر على أن ينفذه، دعاه الله تبارك وتعالى على رؤوس الخلائق، حتى يخيره من أي الحور شاء).

- الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم.
- الجلوس أو الانشغال بأي شيء يشتت ثورة الغضب.
- الوضوء أو الاغتسال، إن أمكن.
- التدريب والتمرين على تجنب الغضب، والتخلق بأدب الحلم.
- الانتقال من المكان وشغل الوقت بالمفيد.

نسأل الله أن يوفقك للخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات