المشاهد المحرمة، وخطرها على الزوجين معاً!

0 7

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أشاهد أنا وزوجي التلفاز من باب التسلية، ولكن -الحمد لله- أننا ننتقي أشياء محتشمة، مثل المسلسلات القديمة أو الأفلام العائلية، وأنا لا أرضى أن يشاهد زوجي أشياء مخلة أمامي، سواء كان باللباس أو بأي شيء آخر، ولكن الصدمة أن صديقة لي -ونحن نتحدث- قالت لي: بأنها تشاهد مع زوجها أفلاما فيها مشاهد مخلة، وقد قالت لي اسم فلم شاهدوه معا، أقسم بالله العظيم أنه فاسد بما تحمله الكلمة من معنى.

لقد صعقت! وعندما أخبرتها كيف تشاهدين هذا مع زوجك؟ كان ردها: الأفضل أن يشاهد معي ولا يشاهد من ورائي! وقالت أيضا: بأنه يشاهد في الخفاء، فليس شيئا أن يشاهداه معا!

سؤالي: لماذا قد ترضى الزوجة أن يشاهد زوجها أمامها فتيات بملابس فاضحة؟ والعكس؟ وهل حرصي على أن لا يشاهد زوجي أمامي أشياء فاضحة، هو من باب الغيرة، أم من باب عدم الثقة بالنفس؟ أنا لا أريد أن يشاهد زوجي أشياء فاضحة، ودائما أنصحه، وهو ينتقي لنا أفلاما جيدة وعائلية، ولكن ما أستغربه هو موافقة بعض الزوجات أن يشاهد زوجها معها نساء وفسقا وفجورا، فهل أنا على صواب؟

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم موسى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والغيرة على زوجك، ونسأل الله أن يهدينا جميعا لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلا هو.

صدق من قال: (قل لي ماذا تشاهد، أقل لك من أنت)، والمسلم والمسلمة مطالبان بأن يراعوا الله -تبارك وتعالى- في بصرهم وفي سمعهم، قال العظيم سبحانه: {إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا} [الإسراء: 36].

وإذا كان الله -تبارك وتعالى- قد وفر للزوج والزوجة الحلال، فهنيئا لمن اكتفى بالحلال عن الحرام، وغض بصره عما حرم الله -تبارك وتعالى- والنظر للمشاهد المخلة حرام على الرجال والنساء، سواء كانوا مع بعضهم أو على انفراد، والذي ينفرد ينبغي أن يتذكر أن الله لا تخفى عليه خافية، وأنه يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، وويل لمن يختفي من الناس ثم يعصي رب الناس، والله ناظر إليه، {يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول وكان الله بما يعملون محيطا} [النساء: 108].

والنظر للمشاهد المخلة يترك آثارا سالبة على النفس، وهذا دليل على أن هؤلاء الذين توسعوا في أمر الشهوات فعلوا أمورا ربما يتنزه عن فعلها حتى الحيوان البهيم، لا يرضى بها، ولكن هكذا الفجور يمضي بأهله في الدركات؛ ولذلك من النصح لكل رجل ولكل امرأة رزقهم الله بالحلال أن يكتفوا بالحلال، ولا مانع من أن يتفننوا في الحلال، وأن تجتهد الزوجة في إظهار مفاتنها ومواطن جمالها لزوجها، بل تكون عروسا متجددة، كما عليه أن يتزين لزوجته كما هي تتزين له، كما قال ابن عباس رضي الله عنهما: (والله إني ‌لأتزين ‌لامرأتي كما تتزين لي، وما أحب أن آخذ كل حقي الذي لي عليها فتستوجب حقها الذي لها علي؛ لأن الله يقول: {ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف}، وكما قال عمر رضي الله عنه: (تصنعوا لنسائكم، فأنهن ‌يحببن ‌منكم ‌ما تحبون منهن).

وأنت مشكورة على غيرتك، والغيرة هي الأصل، الأصل في الرجل والمرأة الغيرة، بل لا يتصور وجود حب كامل إلا بوجود الغيرة؛ لأن الغيرة هي أن يكره الإنسان أن يزاحم فيما حقه الاختصاص، وأخص خصوصيات الزوجة زوجها، كما أن أخص خصوصيات الزوج زوجته.

والنظر المحرم يترك آثارا خطيرة في القلب وفي النفس، فهو يشغل عن الطاعة، وهو من فعل الشيطان الذي يزين للناس الحرام، بل الذي ينظر قد تكون زوجته أجمل من الذي ينظر إليها، لكن الشيطان يستشرفها، يزينها ليفتن بها، وليبعدنا عن الخير والحلال، فالشيطان لا يريد لنا أن نكون في الحلال؛ ولذلك ينبغي أن ننتبه، حتى ولو كنا مع بعضنا أن نشاهد ما يجوز مشاهدته، وحبذا لو ابتعدنا عن المسلسلات؛ لأنها تسلسل في الشر، وفيها ما يشغل ويلهي عن الله تبارك وتعالى.

نسأل الله أن يجعلنا ممن يستخدمون ما تبقى من الأعمار والأوقات فيما يقرب لرب الأرض والسماوات، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال، والحرص الذي يظهر من هذه الاستشارة، وزادكم الله حرصا وخيرا.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات