مشاكل أبي مع أمي أثرت علينا جميعًا، فماذا نفعل؟

0 50

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

عندنا مشاكل مع أبي كأسرة، حيث إنه سافر قبل عامين، ويأتيه شك أن أمي تخونه! رغم أن أمي ملتزمة وتخاف الله، ورغم أن الخلاف بينهما فقط، وقد دخلنا في هذا الخلاف وأوقفنا دراستنا، وجعلنا نجلس بجانب أمي طوال اليوم، ويهددنا بأمر به ضرر لنا، ونعتقد أنه يعاني من وساوس، ولديه وسواس غريب في أمور غير موجودة، وهو لم يكن هكذا من قبل، وأنا خائفة أن يكون قد حصل له شيء جعله يفكر هكذا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Maryam حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك - بنتنا الفاضلة - في الموقع، ونشكر لك الاهتمام بأمر الوالد، ونسأل الله أن يعينكم على علاجه حتى يبلغ العافية، ونسأل الله أن يصبر الوالدة، وأن يعينكم على برها، وأن يلهمكم السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

طالما كانت الوالدة -ولله الحمد- ملتزمة وتخاف الله تبارك وتعالى؛ فلن يضرها ما يحصل من الوالد، وأرجو أن تجتهدوا في تصحيح المفاهيم عنده، كما أرجو من الوالدة أيضا أن تعامله بمنتهى الوضوح، فإن الرجل إذا كانت عنده مثل هذه الشكوك فالمرأة ينبغي أن تكون واضحة تمام الوضوح، وتحاول دائما أن تظهر ما عندها من الخير والالتزام والطاعة لله تبارك وتعالى.

يؤسفنا أن نقول إن هذه الأمور قد تكون مجرد شكوك وظنون في غير محلها، وهذه نحتاج معها إلى مزيد من الصبر، ومزيد من الحكمة، والتوجه إلى الله تبارك وتعالى، ثم بتشجيع الوالد على زيارة الأطباء النفسيين والرقاة الشرعيين، حتى نبعد عنه مثل هذه الوساوس التي قد يأتي بها الشيطان من أجل أن يخرب البيوت، فهم الشيطان أن يحزن أهل الإيمان، ويفرح الشيطان في خراب البيوت، وإنه ‌ليبعث ‌سراياه، فأدناهم منه منزلة، أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا، فيقول: ما صنعت شيئا، ثم يجيء آخر فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته، وعند ذلك يدنيه منه ويلتزمه.

لذلك أرجو أن تجد منكم الوالدة الدعم المعنوي، وتجد منكم الدعاء، وتجد منكم تحسين الصورة، وإقناعها بأن الوالد هو الذي يحتاج إلى علاج.

كذلك بالنسبة للوالد أرجو أن تلاطفوه وتهتموا به، وتعرفوا أيضا أسباب هذه الشكوك الزائدة عنده، لأن معرفة السبب تعيننا بتوفيق الله في إصلاح الخلل والعطب، وحقيقة: نحن سعداء بأن تفكر بنت في هذا العمر بهذا التفكير، وأعتقد أنك الآن في الطريق الصحيح، اقتربي من الوالدة، واقتربي من الوالد، تفهمي ما عند الوالد ثم تواصلي مع موقعك، وشجعيه في أن يتواصل أيضا مع الموقع، حتى يجد الأخصائيين النفسيين والشرعيين، لنتعاون جميعا في الوصول إلى الحل المناسب، وفي توضيح الأمور.

نسأل الله أن يؤلف القلوب وأن يغفر الزلات والذنوب، وأن يبعد عنكم الشيطان هذه الوساوس، وأن يعيد للأب العافية، وأن يلهمكم السداد والرشاد، وأن يجعلكم ممن ينجح في اختبار الصبر والابتلاء.

هذا، وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات