السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا متزوجة وعلى علاقة بشخص آخر، وأريد التوبة والابتعاد عنه، لكن قلبي تعلق به ولا أستطيع تركه، وأرغب في التوبة دون أن أتأثر أو يتأذى قلبي.
أرجو المساعدة، وشكرا.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا متزوجة وعلى علاقة بشخص آخر، وأريد التوبة والابتعاد عنه، لكن قلبي تعلق به ولا أستطيع تركه، وأرغب في التوبة دون أن أتأثر أو يتأذى قلبي.
أرجو المساعدة، وشكرا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أختي الفاضلة- في استشارات إسلام ويب، وأسأل الله أن يوفقنا وإياك لصالح القول والعمل.
أختي الفاضلة: من المهم جدا أن تجتهدي في إصلاح قلبك وعلاقتك بالله تعالى، وهذا الذي ينبغي أن تخافي منه، أو تتأذي من عدمه، فهذه العلاقة ليست محرمة فحسب، بل وفيها من القبح والخيانة الشيء العظيم، ونحمد الله أن الله قذف في قلبك إرادة التوبة، والابتعاد عن هذه الفاحشة العظيمة.
عليك بالاجتهاد في تحقيق شروط التوبة الثلاثة: الإقلاع عن الذنب، والعزم على عدم الرجوع إليه، والندم على فعله، واعلمي أن الله يفرح بتوبة عبده، ويعينه على التوبة إن صدق واجتهد في الإقبال عليها، لذلك بادري إلى التوبة، واجتهدي في الدعاء والعمل الصالح، والله كريم غفور رحيم.
أما بالنسبة لترك التعلق بهذا الشخص وما يصحبه من الذنوب، فأساس التعلق هو فراغ القلب من الله تعالى؛ مما يجعل الإنسان يتعلق بأي شيء، وما تشعرين من ألم تركه ناتج أن قلبك فارغ من حب الله والانشغال بطاعته، والتلذذ بذكره ودعائه، ولو اجتهدت في طاعة الله وملء وقتك بكل مفيد ونافع، ستجدين أن التعلق بهذا الرجل ينسى يوما بعد يوم حتى يتلاشى.
كذلك من أسباب التعلق: الحياة الزوجية غير المستقرة، فعدم الاستقرار يتسبب في ضعف العاطفة والمودة، وهذا يساهم بشكل كبير في تعلق القلب بحثا عن أي عاطفة تغطي هذا الفراغ.
عليك بالاجتهاد في إغلاق مداخل الشيطان، حتى لا يرغب قلبك في العودة إلى المعصية، ويبدأ ذلك بالخطوات التالية:
أولا: إيقاف كل وسائل التواصل مع هذا الشخص، وفي نفس الوقت عمران الوقت والقلب بكل نافع ومفيد، حتى لا يحدث فراغ يجعل القلب يشتاق للمعصية.
ثانيا: الابتعاد والتخلص من كل ما يذكرك بهذا الشخص من صور وأرقام وذكريات وهدايا...إلخ؛ حتى لا تعود ذكرى هذا الشخص في عقلك ونفسك.
ثالثا: الدخول في أنشطة اجتماعية وأعمال خيرية تطوعية، كالالتحاق بمدرسة تحفيظ ونحوه، وأعمال نافعة تشغل وقتك عن هذه الفاحشة، وتذكر صاحبها؛ لأن الفراغ يدفع العقل ليسترسل في الأفكار، وربما يحن لهذه الفاحشة -عياذا بالله-.
رابعا: تحسين علاقتك بزوجك، من خلال إبراز فضله عليك ورعايته لك، وحقه عليك، والحرص على طهارة فراشه، والحذر من تلويثه، فهذا الأمر يشعرك بالخجل من نفسك، ومحاولة إصلاح أي مشاكل أسرية بالحوار والنقاش.
خامسا: مراقبة الله تعالى، وإحياء هذه الرقابة في القلب من خلال الإكثار من الدعاء لله تعالى، أن يصرف عنك الشهوات والفتن، وأن يعينك على إعفاف نفسك، وأن يصرف عنك هذا التعلق ويبدلك تعلقا بالله وطاعته ومكارم الأخلاق.
أسال الله أن يعينك على الخير، ويصرف عنك السوء.