لا ينفق على زوجته وأولاده ويعاملهم بجفاء، فكيف يتعاملون معه؟

0 2

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ما حكم الزوج أو الأب الذي لا يعطي زوجته وأولاده من ماله، بل يقتصر على إحضار الطعام فقط، ويترك باقي النفقات مثل اللباس وغيره على الزوجة، ويرفض إعطاءها أي شيء؛ لأنها موظفة، ويغضب ويفتعل المشاكل لو صرفت من مالها على أهلها، كما لا يسمح لأولاده بزيارة أهل الأم، ويفتعل المشاكل في كل مرة، بالإضافة إلى سب أهلها وقذفهم، وكذلك هي لم تسلم منه، فهو يقذفها عند الغضب، ويمنع ابنه من الصلاة في المسجد باستثناء صلاة الجمعة، ويمنعه من إطلاق لحيته، ويحرم أولاده من تعلم دين الله والقرآن؛ بحجة أن كل ما يدخل تحت ذلك يعد من السياسة؟!

علما أنه هجر زوجته منذ ثلاث سنوات، ولا يعاملها معاملة حسنة إلا إذا كان له مصلحة معها، وزوجته تخشى أن تكون آثمة بسبب هجره لها، وتحاول أن تعامله بالحسنى قدر المستطاع، ولكن دون جدوى، ولا يزوج بناته للصالحين، ولا يرضى إلا بصاحب المال.

معاملته للناس أفضل من معاملته لأهله، فهو ظالم ولا يعدل بين أولاده، ويدفع نصف ماله لتعليم بعضهم، والبعض الآخر محروم، ولا يساعد أولاده للخروج من حالة البطالة.

يفتعل المشاكل على كل صغيرة وكبيرة حتى تعبت نفسية الأولاد، ووصلوا إلى الاكتئاب واليأس من الحياة، ويتمنون الموت، وأحدهم حاول الانتحار، لكنه تاب بعد ذلك، فبماذا تنصحوننا؟

أفيدونا جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في استشارات إسلام ويب.

نسأل الله تعالى أن يهدي هذا الزوج ويرده إلى الحق ردا جميلا؛ والحياة الزوجية -أيتها الأخت الكريمة- قائمة على حقوق متبادلة بين الزوجين، وقد علم الله سبحانه وتعالى الطرف الذي يحاول استيفاء كامل حقوقه، بينما في الوقت نفسه يتهرب من إعطاء ما عليه من الحقوق للطرف الآخر، فقال سبحانه وتعالى: {ويل للمطففين * الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون * وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون}.

وقد قال عمار -رضي الله تعالى عنه- كما في صحيح البخاري: "ثلاث من فعلهن فقد استكمل الإيمان ومنها: الإنصاف من نفسك"، فالإنصاف للآخرين من النفس يجد به الإنسان حلاوة الإيمان، فهذا الزوج بحاجة إلى نصح ووعظ وتذكير، فهذه أول الوسائل التي ينبغي أن يؤخذ بها، دون يأس من رحمة الله سبحانه وتعالى، فإن قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، فيحسن الاستعانة بمن لديه كلمة مسموعة عنده.

وإذا استطعتم أن تربطوا علاقات أسرية مع أسر فيها أناس يتأثر بهم ويأخذ كلامهم مأخذ القبول والاستجابة، فهذا خير كثير، فإن الصاحب ساحب، والإنسان يتأثر بالجليس، أما إذا لم تفد كل هذه الوسائل، فليس أمامكم إلا أن تصبروا وتحتسبوا أجركم حتى يغير الله هذا الحال، والصبر مفتاح الفرج كما يقال، والصبر مثل اسمه مر مذاقته لكن عواقبه أحلى من العسل.

وأنتم مأجورون على تحمل الأذى منه، فإذا لم تريدوا ذلك فلا طريق أمامكم إلا الرفع إلى القاضي الشرعي لاستيفاء حقوق الزوجة، فإن من حقها أن ينفق عليها، وكذلك من حقوق الأولاد عليه إذا كانوا صغارا أن ينفق عليهم.

أما كون الزوجة تعمل؛ فإن من حقه هو أن يمنعها من الخروج من البيت إذا قام بواجب النفقة، وكفاها الحاجة إلى الخروج، أما إذا لم يقم بواجب النفقة، فليس من حقه أن يمنعها من الخروج من البيت، فلها أن تخرج لكسب رزقها، ونرى أن مثل هذه القضايا اللجوء فيها إلى الحلول وتحمل كل طرف بعضا من النفقات في مقابل خروج المرأة من البيت، والتصالح على مثل هذا النوع أفضل من الشحناء والبغضاء، أو المرافعة لدى المحاكم، فإذا قدرتم على ذلك فهذا شيء حسن.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يقدر لكم الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات