السؤال
السلام عليكم
أنا طالب في الثانوية، ابتليت بالعادة السرية، ولكني تبت ولله الحمد.
أواجه مشكلة في التوفيق بين ديني ودنياي، حيث إنني أريد استغلال رمضان الكريم في حفظ القرآن الكريم، وصلاة الفجر في وقتها، والمداومة على النوافل، والأذكار، ولكن لدي امتحانات وأواجه صعوبة في تنظيم وقتي، فبم تنصحوني؟ وكيف أثبت في توبتي؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رائد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالتوفيق والموازنة بين أعمال الدنيا وأعمال الآخرة من الأمور المهمة، والحمد لله هي مقدور عليها ويسيرة لمن صدق في قصده وسعيه؛ لكن لتحقيق ذلك تحتاج إلى وعي بأهمية ذلك أولا، وتحتاج إلى تنظيم الوقت وترتيب الأولويات ثانيا، فالوقت في حياتنا أشبه بغرفة غير مرتبة لا نجد فيها مكانا للجلوس، وبمجرد أن نقوم بوضع كل شيء في مكانه الصحيح، سنكتشف أماكن واسعة وكثيرة، وهكذا حياتنا ومهامنا اليومية عندما لا تكون منظمة أو مرتبة.
لذلك ننصحك -أخي العزيز- بمجموعة من الأمور:
أولا: عليك بتحديد هدفك والوسائل التي ستحقق لك هذا الهدف، وعليك تحديد أهداف مرحلية صغيرة تقربك من هذا الهدف، وهذا الأمر يساعدك على تحديد وجهتك بوضوح، ويقلل من التشتت والانشغال بالقضايا الهامشية التي تأخذ الكثير من الوقت والجهد.
ثانيا: قم بتحديد أولوياتك اليومية، وقسم مهامك بشكل مرتب حسب جدول تحدد فيه بدقة وقت بداية ونهاية كل إنجاز، وهذا مع مرور الوقت سيصبح عادة لا تشعر بثقل أدائها.
ثالثا: قم بتصنيف مهامك اليومية بين مهم وأهم، وضيق ومتسع، وكثير وقليل، فكل مهمة ينبغي أن تعرف كم تحتاج من الجهد والوقت، حتى لا تنشغل بمهام لها متسع من الوقت على حساب بعض المهام المستعجلة وهكذا.
رابعا: اجعل للترفيه والاستجمام وقتا محددا، وكن صارما في تحديد هذا الوقت، حتى لا تجد نفسك تنجرف فتأخذ من وقت إنجاز آخر، فتتراكم عليك المهام غير المنجزة وتشعر بالضياع وعدم القدرة على الإكمال.
خامسا: اجتنب الإفراط في الوقت "الميت"؛ وهو الوقت الذي لا تشعر بذهابه؛ كالبقاء على مواقع التواصل الاجتماعي، أو مشاهدة التلفاز، أو الإفراط في التنزه والخروج مع الأصدقاء ونحوه، فهذا وقت يسرق منك بلا أي فائدة، فيأخذ من وقت مهام أخرى.
أخيرا -أخي الكريم-: أنت في هذه السن المبكرة وللنفس الكثير من الرغبات والطموحات، ويجذبها الكثير من الشهوات، لذلك قد يزين الشيطان للبعض أن العبادات والطاعات سبب في مزاحمة بعض المهام، أو لا يستطيع تنظيم وقته بسبب هذه العبادات، والحقيقة هي العكس تماما، فإن العبادات من أعظم ما ينظم الوقت ويعين على إنجاز المهام، وهي كذلك ترشدنا إلى ترتيب وقتنا بكل دقة بشكل يومي؛ لذلك لا تستسلم إلى تلك الأفكار أو تنقاد إليها، واعلم أن العبادات والطاعات تعينك على انشراح الصدر وذهاب القلق والتوتر، وتقربك من الله، وتجعل لحياتك معنى وهدفا ليصبح بعده أي عمل من أعمال الدنيا فيه متعة وشعور بالإنجاز.
أكثر من الدعاء والاستغفار والذكر لله تعالى، وعليك بمرافقة الصالحين وأصحاب الهمم العالية الذين يعينونك على طريق الخير والصلاح.
وفقك الله لما يحب وأعانك على الخير.