أشعر بعظم المسؤولية بسبب فقدان السند، فماذا أفعل؟

0 20

السؤال

توفي أبي عندما كنت طفلة، وكان عمري ١١ سنة، أمي قامت بدور التربية وتكملة المشوار، والآن أنا بعمر ٣١ وهي أكثر مرحلة أشعر فيها بغيابه! أنا الآن أعيش ووالدتي وحدنا بعد زواج أخواتي وإخواني، ومسؤولة عن المنزل منذ ١٠ سنوات من كل النواحي! أنا الآن حزينة جدا، أخاف أن أتزوج وأغيب عن أمي، الناس لا يرحمون، حاولت أن أكون قوية أمام الناس، لكن أيضا أشعر بالضعف دون أن أشعر أمي أو الناس!

حزينة جدا، فاقدة لأبي، لا يوجد لدي سند، إخواني لا يهتمون بنا، لا أنا ولا أمي، وأنا تعبت من العمل، ولا أرتاح أبدا لا داخل المنزل ولا خارجه، وأنا مسؤولة، وتعبت من المسؤولية! فماذا أفعل؟! أشعر بالوحدة وأن هذا العالم ظالم، ظلمت كثيرا!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Dania حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونسأل الله أن يرحم والدك وأمواتنا وأموات المسلمين، وأن يرحمنا إذا صرنا إلى ما صاروا إليه، إنه هو التواب الرحيم.

لا شك أن فقد الوالد يؤثر على الإنسان، لكن المؤمنة ترضى بقضاء الله وقدره، وما يقدره الله للإنسان من الأمور فيه الخير للإنسان، واحمدي الله الذي عوضك علما، وقدرة، وجعلك إلى جوار الوالدة، فاجتهدي في إرضائها، وتعوذي بالله من شيطان يجلب لك الأحزان.

واعلمي أن هذه الأحزان لا تفيد، ولكن الذي يفيد هو الدعاء للوالد، وذاك استمرار في بره، لأن برنا لآبائنا والأمهات لا ينقطع بموتهم، وإنما يستمر بالدعاء لهم، والاستغفار لهم، والصدقة عنهم، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهم، إكرام أصدقائهم إلى غير ذلك من أبواب البر. واحمدي الله -تبارك وتعالى- الذي أعانك على أن تكوني إلى جوار الوالدة، لتعينيها على صعوبات الحياة، ونسأل الله أن يضع في طريقك من يسعدك، ويعوضك عن هذا الفقد.

ونحب أن نقول إن هذه الدنيا نعيمها منغص، وهي كذلك من اسمها دنيا؛ لأن الإنسان يطلب العلو وهو -رضوان الله- الموصل إلى جنته -سبحانه وتعالى- فاستمري في مواجهة صعوبات الحياة، بأمل جديد، وبثقة في ربنا المجيد -سبحانه وتعالى-، وتذكري أن هناك من فقدوا الأب والأم، وأنت -ولله الحمد- إلى جوارك أم تسعدين بخدمتها، وتكونين إلى جوارها، ونتمنى أن تقوم الوالدة بتذكير إخوانك حتى يقوموا بدورهم، ويقوموا بواجبهم تجاهك وتجاهها.

فإن فعلوا فذلك خير لأنفسهم، وإن قصروا فأنت -ولله الحمد- تقومين بما عليك، وهذا هو الفوز الكبير عند الله -تبارك وتعالى- لأنك تقومين بواجب كبير، واعلمي أن الإحسان للوالدة نوع من البر للوالد أيضا؛ فأنت تأخذين أجرا مركبا، وثوابا عظيما من الله، ونتمنى ألا تعترضي على هذا الذي حدث؛ لأن هذا الكون ملك لله، ولن يحدث فيه إلا ما أراده الله، ونسأل الله أن يرحم الوالد، وأن يرحم أمواتنا وأموات المسلمين، وأن يعيننا على القيام بواجبنا تجاههم، وأن يجعلنا جميعا ممن إذا ابتلوا صبروا، وإذا أعطوا شكروا، وإذا أذنبوا استغفروا.

نسأل الله لنا ولك التوفيق، واسألي الله الإعانة، واعلمي أن المؤمنة قوية بإيمانها بالله، فارتبطي بالله، وأصلحي ما بينك وبين الله يصلح لك ما بينك وبين الناس.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات