أعاني من الاكتئاب بسبب طفولة بائسة، فما الحل؟

0 34

السؤال

السلام عليكم.

أنا مصابة بالاكتئاب، وطفولتي غير سليمة؛ فعلاقتي مع أمي كانت سيئة، ولي معها ذكريات تؤثر على سلوكي وشخصيتي، وحتى ثقتي بنفسي، فهي لم تمنحني الحب، أو الثقة، مما ترك ذلك في داخلي فراغا كبيرا، ومرعبا، جعلني أتعرض للاستغلال العاطفي بسبب حاجتي إليه، ودون قصد.

فقد توفي والدي عندما كنت في سن العاشرة، وتزوجت والدتي، وتركتني بعد 4 سنوات من زواجها، وأنا الآن أعيش مع أخواتي عند أعمامي، كما أنني الكبيرة بين أخواتي، تعرضت للضرب، والظلم، والإجبار من قبل عماتي، أكثر من 40 مرة، حيث كنت أتعرض للإجبار على أشياء لا أريد فعلها، ولم يأمرني الله بفعلها، وعند رفضي كنت أتعرض لضرب مبرح، ترك أثرا نفسيا بداخلي، وعقدا دفينة جعلتني أعتزل وأخجل، كما أن ثقتي بنفسي هزيلة جدا، وأنا الآن أحاول جاهدة من ألا تذوق أخواتي ما ذقته وعانيت منه، ولا أدري ماذا أفعل؟

حاولت الانتحار، ولم أصب في محاولتي، ولم أعد أستطيع الاستمرار والمقاومة؛ فكل شيء أصبح حملا ثقيلا علي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Asel حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -بنتنا الفاضلة- في الموقع، ونسأل الله أن يرحم الوالد، وأن يغفر للوالدة تقصيرها في حقك.

وتعوذي بالله من الأفكار السالبة التي هي من الشيطان؛ فالانتحار حرمه الله تبارك وتعالى، والإنسان إذا وقع في هذه الجريمة الكبيرة فإنه يخسر الدنيا والآخرة.

سعدنا أنك تقومين بواجبك تجاه أخواتك، وهذا مما ينبغي أن تفاخري به، ونسأل الله أن يعينك على إكمال المهمة، وسعدنا أنك لا تريدين لهم أن يعانوا نفس المعاناة التي أنت فيها، وهذا يدل على خير كبير في نفسك؛ فإن الإنسان إذا آلمته أشياء، وحرص على أن يحمي الآخرين منها، ويحمي أخواته منها، فإن هذا دليل على الخير الذي عنده، ودليل على أنه استفاد من تجربته المرة، فبعض الناس يذوق تجربة مرة ثم يكررها في الآخرين، والنجاح هو أن نتفادى المواقف السالبة حتى لا يتضرر أحد، وهذا دليل على أنك تحملين مشاعر نبيلة.

وما حصل من الوالدة، أو من العمات، أو من الخالات فهذا ينبغي أن يطوى، وأرجو أن تتفادي أسباب الاعتداء عليك من قبل العمات والخالات، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على تجاوز هذه الصعاب.

ونكرر تحذيرنا من مجرد التفكير في مسألة الانتحار، فقد قال (ﷺ): من ‌قتل ‌نفسه ‌بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا، ومن شرب سما فقتل نفسه فهو يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا، ومن تردى من جبل فقتل نفسه فهو يتردى في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا.

أشغلي نفسك بالطاعة، وأنت الآن في شهر الصيام، وحاولي أن تبحثي عن صديقات صالحات يذكرنك بالله، وأصلحي ما بينك وبين الله تبارك وتعالى، وسوف يصلح ما بينك وبين الناس.

تواصلي مع موقعك، ووضحي الأمور التي لا تريدين فعلها، حتى نضع لك خطة في التعامل مع العمات، ومع الأخوات، ومع جميع من حولك، وما تعرضت له من ظلم فثوابك عند الله تبارك وتعالى ثابت، ولست أدري ما هذه الأشياء التي كنت تجبرين عليها؟ وهل لا زال الأمر مستمرا؟ فنحن نحتاج إلى أن نعرف بعض التفاصيل، حتى نعينك على وضع النقاط فوق الحروف، والوصول معك إلى حلول مناسبة.

نكرر لك الشكر على التواصل مع الموقع، وأرجو أن يكون في رمضان فرصة للإقبال على الله، والتوكل عليه، والاستعانة به، واللجوء إليه، فإن قلوب العباد جميعا بين إصبعين من أصابعه، يقلبها ويصرفها، وإذا أصلح الإنسان ما بينه وبين الله؛ أصلح الله ما بينه وبين الناس، فاجتهدي في الطاعات، وقومي بما عليك تجاه إخوانك، وتجاه أرحامك، وتجاه جميع من حولك، وذكري الوالدة بالدعاء.

نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات