فارق السن بيني وبينها ثمان سنوات.. هل يمكن أن يتم الزواج؟

0 33

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله جهودكم، وجزاكم عنا كل خير.

أنا شاب عمري 29 عاما، عازب، أسعى دوما إلى الطريق المستقيم، والابتعاد عن الشبهات والمحرمات، ولكنني أخطئ أحيانا وأصيب أحيانا، والله أعلم!

قبل سبع سنوات تعرفت على فتاة تكبرني بالسن، وكانت حينها مخطوبة، ولقاءاتنا كانت محصورة في حدود التعليم المشترك بيننا في الصف، وبعد انتهاء التعليم وانقضاء فترة طويلة -خمس سنوات تقريبا- عدنا والتقينا، وهي رجعت عن خطبتها، وبعد فترة من لقائنا أسسنا عملا مشتركا خاصا بنا، وكنا فيه شركاء وما زلنا.

منذ ثلاث سنوات -أي من وقت بدأ العمل المشترك- أرى في هذه الفتاة أنها امرأة مناسبة لي، وهي أيضا كان لها الدور على أن أفكر بها، وقد عرفت أهلي عليها، ووافقوني بأمر الزواج، دون النظر إلى الفارق العمري بيننا، وأنا مقتنع بذلك، ولا أنتقص من نفسي في هذا الأمر، بل لا أعطيه شيئا من الحسبان.

فاتحتها في هذا الأمر، ولكن كانت رافضة لهذه الفكرة، وأبدت استياء حينما سمعتني وأنا أتحدث بأمر كهذا، ولكنني لم أبال؛ لأنني أحول مجرى علاقتنا من الشبهة إلى الحلال.

بعد فترة سنة من طرح الموضوع أبدت أنها مستعدة على تقبل هذا الأمر، وعلى أن نبدأ تهيئة أنفسنا نحو الزواج، لكن بعد هذا حدث أمر استفز غيرتي تجاهها، حينما رأتني بعد تصرفي الغيور تجاهها، قالت لي: بأن هذا وضع نقطة النهاية لفكرة الزواج التي خططنا لها.

ورغم كل هذه الأحداث ما زلنا مشتركين بعملنا الخاص، وقد وسعت مكان العمل، وخصصت لها غرفة معزولة للابتعاد عن الخلوة قدر الإمكان، وما زلت أفاتحها بموضوع زواجنا، وهي ترد علي بأمور تنقصني وتحتاج مني الوقت حتى أحصل على شيء منها إن شاء الله، كالأمر المادي الذي بدأ يتحسن عندي، ولكن شرطها أكبر بكثير من حالتي الآن، ووضعي التعليمي، على أن أحصل على شهادات دراسات عليا، وعلى أمور أخرى، وهي تثق باستقامتي، وهي بنفس الوقت تحاول أن تسير على طريق الاستقامة الشرعية، وتتلقى العلوم الشرعية.

أولا: علاقتي معها الآن في دائرة الشك.
ثانيا: هل لعلاقة مثل هذه أن تصل إلى الزواج؟
ثالثا: هل للفارق العمري -والذي هو 8 سنوات- دور في إفساد قضية الزواج، وتعليقها دائما عند نقاط سخيفة.

أسألكم النصيحة في أمري، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نوح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وبعد:

دعنا ابتداء نتحدث عن القلق الظاهر في رسالتك، والذي أظهرته الحروف المتتابعة -يا أخانا- فإنه -أي هذا القلق- عامل سلبي، ووسيلة من وسائل الشيطان لتحزينك فانتبه! وعالج هذا القلق من زاويتين:

أولا: تأكيدك كلما قلت: بأن كل شيء عند الله مقدر ومكتوب، وأن من قدرها الله لك زوجة ستكون في الوقت الذي حدده الله لك، لن يقدر مخلوق أن يغير قدر الله في الزواج ممن كتبها الله لك، وتذكر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أول ما خلق الله القلم قال له: اكتب، فكتب مقادير كل شيء قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء " وهذا يعني -أخي الحبيب- أن التي كتبها الله لك زوجة ستكون لا محالة.

ثانيا: أن قدر الله لك هو الخير، وقد علمنا القرآن أن العبد قد يتمنى الخير في أمر وهو الشر ولا يدري، والعكس صحيح (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون).

إذا استقر عندك هذان الأصلان، وجدت الهدوء والاستقرار وأنت تبحث عن زوجتك.

أخي الكريم: بالنسبة لهذه الأخت المعنية بالحديث، فلا شك أن فارق السن عامل سلبي يظهر في المستقبل إن قدر الله لكما الحياة، والأهم من ذلك هو الشعور النفسي عند المرأة بأنها أكبر، وأن زوج الغد سيفكر لا محالة فيمن هي أصغر، وهذا أمر طبيعي أن تفكر فيه المرأة، بل سيظل التفكير في هذه النقطة تحديدا ملازما لها وإن لم تظهره.

لذا ننصحك بما يلي:
1- ابتعد عن الخلوة بها تماما، واخرج من الشك إلى اليقين، واعلم بأن الحلال لا يبنى على الحرام.
2- افصل بين العمل المشترك الذي بينكما، والمشاعر القائمة حتى لا تتداخل فيحدث النزاع.
3- لا تحدثها مرة أخرى في الزواج، واترك الأمر لله؛ فإن الضغط المتواصل أحد أسباب النفور.
4- لا تحصر خياراتك فيها؛ فقد يكون هناك من هي أصلح لك منها، وقد تكون قريبة.
5- لا تقدم على الموافقة من الزواج إلا بعد ثلاثة أمور:
- أن يكون الاختيار مبنيا على معيار التدين والخلق؛ فهذان ضامنان لك -إن شاء الله- حياة مستقرة.
- استشر دون أن تضغط على من استشرته ولو بالإيحاء أنها الوحيدة، اجعل الاستشارة متعددة من ذوي حكمة ودين.
- استخر الله قبل الموافقة، ثم بعد ذلك إن يسرها الله زوجة فهو الخير، وإن صرفها الله عنك فهو الخير.

بارك الله فيك وأحسن الله إليك، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات