السؤال
كنت في سن ال ١٤ وال ١٥ آخذ مالا من أبي وأمي دون علمهما، لإنفاقه على الألعاب في المقاهي الالكترونية؛ لأنه كان لا يسمح لي بالذهاب إليها، واعتدت على هذا الشيء لفترة طويلة، وأنفقتها على بعض المأكولات من المطاعم؛ لأني لا أمتلك المال لشرائها، وهم لا يسمحون لي بشرائها أيضا.
الآن أنا في سن ال ١٧ سنة، وتوقفت عن هذا الفعل لكن لا أعرف ماذا أفعل لأكفر عن هذا الفعل؟ إذا كان برد المال لأبي، فأنا لا أستطيع الاعتراف له بهذا الشيء إطلاقا، وأيضا لا أستطيع رد المال؛ لأني ما زلت طالبا في المدرسة، وأبي ينفق علي، فماذا أفعل؟
أريد التوبة، وفتح صفحة جديدة، لقد بدأت في الصلاة مجددا، وقراءة القرآن، وترك العادات السيئة، لكن ما زال هذا الشيء يخيفني.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لقد وفقت حين قررت التوبة، وهذا من إحسان الله تعالى إليك ولطفه بك، أن حبب إليك التوبة ورغبك فيها، فبادر إلى التوبة بدون تأخير أو تسويف، والله تعالى يمحو الذنب بتوبة صاحبه، كما أخبرنا بذلك في كتابه الكريم، وأخبرنا بذلك رسوله العظيم ﷺ، فقد قال ﷺ: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له).
بادر بالتوبة، والتوبة فيها أركان ثلاثة أنت تقدر عليها الآن، وهي: الندم على فعل الذنب، والعزم على عدم الرجوع إليه في المستقبل، مع الإقلاع عن الذنب، وهذه سهلة يسيرة، وبقي ركن رابع متعلق بحق الغير، وهو: رد هذا المال إذا قدرت على ذلك ولو في المستقبل، فمتى قدرت على رد هذا المال أو طلب المسامحة من الأبوين؛ فإن هذا يكمل توبتك، ويسقط حق الغير عنك.
أما إذا لم تستطع فالله تعالى جواد كريم، اسأل ربك سبحانه وتعالى أن يقبل توبتك، وأن يقضي عنك ما في ذمتك من الدين، والله تعالى على كل شيء قدير، ولن يردك خائبا، إذا علم منك الصدق، فإن النبي (ﷺ) قال: (إن الله يستحي من عبده إذا رفع إليه يديه أن يردهما صفرا). وهو سبحانه وتعالى قادر على أن يتحمل عنك هذه الحقوق، فيرضي أهلها يوم القيامة فيما يعطيهم من الحسنات.
لا تحزن، ولا تدع الشيطان يسيطر على مشاعرك وييأسك من رحمة الله تعالى، واعزم على أنك ستؤدي هذه الحقوق لوالديك إذا قدرت على ذلك، وإذا علم الله تعالى منك هذا الصدق فإنه سيؤدي عنك بإذن الله.
نسأل الله أن يوفقك لكل خير.