السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا صيدلانية وأبلغ من العمر 31 عاما، وأعمل منذ فترة طويلة، وتقدم لخطبتي العشرات من الشباب وتم القبول من أغلبهم، وبعد قراءة الفاتحة والاتفاق يعتذر الخاطب، وتكرر هذا الشيء معي أنا وأخواتي الثلاث، مع العلم نحن عائلة متدينة وخلوقة ومتعلمة وسمعتنا طيبة، وأبي أكرم الناس ويراعي الشباب ولا يثقل عليهم المهر أو أي طلب آخر، وكل ما ينقصنا يتكفل به.
قبل أيام تقدم لخطبتي شاب يكبرني بسنة، بعد إلحاحي بالدعاء في رمضان تم القبول، وهذه المرة الأولى التي أشعر فيها بالقبول بشكل كبير، وبعد عدة أيام من اتفاقنا على موعد قراءة الفاتحة اعتذر الخاطب، متعللا بعدم الارتياح بعد الاستخارة.
مع العلم أني استخرت وحلمت لمدة ثلاثة أيام بوجود أوساخ في الحمام الخاص بغرفتي، ومهما قمت بتنظيفها تزداد، ورجحت بأنها أضغاث أحلام، وأعلم أن الاستخارة تكون بتيسير الأمور وليست بالضرورة حلما أو أي شيء.
نصحني بعض الناس باللجوء إلى رقاة شرعيين، وكنت أرقي نفسي طوال السنوات الماضية، وأتممت حفظ سورة البقرة -الحمد لله-، لا أدري ماذا أفعل، كبرت بالعمر وأريد الذرية الصالحة قبل فوات الأوان.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ روان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك في موقعك إسلام ويب، وإنا سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به.
وبخصوص ما تفضلت بالسؤال عنه فإننا نحب أن نجيبك من خلال ما يلي:
أولا: اعلمي أننا هنا نتفهم تماما طبيعة المرحلة التي تعيشينها، وما تفرضه العاطفة على الفتاة في مثل عمرك من تطلع مشروع للزواج، وهذا أمر فطري لا حرج في التفكير فيه، بل والاستعانة بعد الله بمن يذلل هذا الأمر أو يدلك على الطريق الصحيح، كل هذا لا حرج فيه -أختنا الكريمة-.
ثانيا: نريدك ابتداء أن تعلمي أن الأمور بيد الله، وأن الله كتب لك وعليك كل شيء، قبل أن توجد السماوات والأرض، فعن عبد الله بن عمرو أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (فرغ الله تعالى من مقادير الخلق، قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء)، هذا نذكره لك حتى تطمئني وتعلمي أن الأمور مقدرة ومكتوبة، وأن عليك بذل الأسباب فقط، والله يتولى الأمر على ما يحب ويرضى وما فيه الصالح لك.
ثالثا: أنت في بداية الثلاثين وهذا لا يعني أنك تجاوزت فرص الزواج، بالعكس فلا زالت الأمور في المتاح والممكن، فلا تقلقي ممن تقدم ورجع، فلا ندرى أين الخير، وقد تعلمنا أن العبد قد يتمنى الشر يحسبه خيرا ويرفض الخير يحسبه شرا ولا يدري، وهذا بعض قول الله تعالى: (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون)، فالله أعلم أي الأمورأفضل لك، فثقي في عطاء الله واستعيني على ما تريدين بالدعاء والإلحاح على الله، ولا تيأسي من روح الله.
رابعا: الحلم الذي رأيته قد يكون له دلالة وقد لا يكون، لكنا نرى أخذه على محمل الجد، فإن كان حقيقيا تتم معالجته، وإن كان غير ذلك فلم نخسر شيئا، ولا يشترط في المعالجة وجود راق، فإن أفضل راق للمرء هو نفسه، لذا ننصحك بما يلي:
1- قراءة الرقية الشرعية -موجودة على موقعنا كاملة- على ماء، وصب هذا الماء على كل أفراد الأسرة الكريمة، وقد سئل الشيخ ابن باز -رحمه الله- عن ذلك فقال: لا حرج في الرقية في الماء، ثم يشرب منه المريض، أو يغتسل به، كل هذا لا بأس به، الرقية تكون على المريض بالنفث عليه، وتكون في ماء يشربه المريض، أو يتروش به -أي يغتسل- كل هذا لا بأس به، وقد ثبت عن النبي أنه: رقى لثابت بن قيس بن شماس في ماء، ثم صبه عليه.
فإذا رقى الإنسان أخاه في ماء، ثم شرب منه، أو صبه عليه يرجى فيه العافية والشفاء، وإذا قرأ لنفسه على العضو المريض، يده، أو رجله، أو صدره، ونفث عليه، ودعا له بالشفاء؛ فهذا كله حسن.
2- أخذ بعض هذا الماء المقروء عليه وغسل البيت والفناء به.
2- المحافظة من الجميع على أذكار الصباح والمساء وأذكار النوم.
3- قراءة سورة البقرة في البيت كله أو الاستماع لها.
4- التسليم لله تعالى فيما قضى مع كثرة الدعاء لله عز وجل.
وأخيرا: إن استطعتم الذهاب لعمرة والشرب من ماء زمزم فهذا خير كثير.
نسأل الله أن يكتب لك الخير، وأن يرزقك الزوج الصالح إنه جواد كريم، والله الموفق.