من سترك وأنت معرضة عنه لن يفضحك وأنت مقبلة عليه!

0 1

السؤال

السلام عليكم

أنا في وقت سابق اقترفت ذنبا كبيرا، وقد تبت إلى الله توبة نصوحا، ولم أعد للذنب مرة أخرى، ولكن بين حين وآخر يوسوس لي الشيطان أن الله لم يغفر لي، وسيكشف ستري أمام الناس.

علما بأني أتصدق، وكافلة ليتيم، وأعمل الخير قدر المستطاع، فهل ممكن أن تنصحوني حتى أكف عن هذا التفكير؟ وكيف أعلم أن الله غفر لي وستر علي؟ هل هناك إشارات؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك من كل مكروه، وأن يقدر لك الخير.

أولا: التوبة تجب ما قبلها، وقد أوجبها الله علينا رحمة بنا، لأن الله يريد الخير لنا، قال الله: (والله يريد أن يتوب عليكم).

اطمئني واعلمي أن المعصية إذا كانت بين العبد وبين الله تعالى -أي لا تتعلق بحق آدمي- فلها ثلاثة شروط:
- أحدها أن يقلع عن المعصية.
- الثاني أن يندم على فعلها.
- الثالث أن يعزم على أن لا يعود إليها أبدا.
إذا تحققت هذه الشروط فإن الله تعالى يقبل توبة العبد، فاطمئني وأملي في الله خيرا.

ثانيا: اعلمي -أيتها الكريمة- أن التائب حبيب الله، وقد أخبر بذلك سبحانه وتعالى في كتابه، فقال: (إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين).

إن الله يفرح بتوبة عبده المؤمن، كما في الحديث: (لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه، من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة، فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه، فأيس منها، فأتى شجرة، فاضطجع في ظلها، قد أيس من راحلته، فبينا هو كذلك إذا هو بها، قائمة عنده، فأخذ بخطامها، ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك، أخطأ من شدة الفرح.) فلا تيأسي من رحمة الله، ولا تقنطي من روحه، فرحمته سبحانه وتعالى وسعت كل شيء، كما أخبرنا في كتابه الكريم، قال: (ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون).

اطمئني وتذكري قول الله: (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم * وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له..) الزمر/53 -54 ويقول لطفا بعباده: (أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم) المائدة/74، وقال جل وعلا: (وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى) طـه/82.
وقال جل شأنه: (والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون) آل عمران/135، وقال تعالى: (ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما). النساء/110.

ثالثا: قد سترك الله وأنت عاصية، ولو شاء لأسقط ستره عنك عند المعصية، لكن الله أحبك وأمهلك وأسدل لطف ستره عليك وأنت عاصية، ثم يسر لك أسباب التوبة وهداك، فهل تظنين أن من سترك وأنت معرضة عنه سيفضحك وأنت مقبلة عليه؟!

اطمئني -أختنا- وأحسني الظن بالله تعالى، فالله عند حسن ظن عبده به، وثقي أن الله سيسترك، المهم أن تجعلي حاجزا صلبا بينك وبين المعصية، وألا تحدثي أحدا بما كان منك، حتى لو أتاك غدا خاطب وطلب منك الحديث عن ماضيك فلا تخبريه عن معصيتك التي تبت منها مهما كانت الضغوط عليك، فهذه ذنوب قد تبت منها وقد سترها الله عليك.

نسأل الله أن يحفظك وأن يرعاك. والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات