أشكو من ضعف التركيز وأحلام اليقظة والتشتت، فما الحل؟

0 35

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني من فقدان التركيز دائما طوال المراحل الدراسية، ومن العزوف عن الدراسة، وضعف التركيز، ولم أتمكن طوال رحلتي الدراسية من إكمال كتاب واحد أو مادة واحدة، -والحمد لله-، بعد سنوات طويلة أكملت دراستي وتخرجت في الجامعة.

ما زلت أعاني من الشعور الذي رافقني طوال حياتي، شعوري بالوحدة والخوف الداخلي لمجرد الابتعاد عن المنزل، أشعر بأني غريب في أي مكان أكون فيه، وأشعر بأن الوقت ضائع، وأن ما أفعله بلا فائدة، ومع ذلك لم أنجز شيئا في حياتي!

عمري اليوم 30 سنة، ولم أعمل سوى فترات بسيطة، لا أستطيع جمع شتات أمري أو التركيز لمدة تبلغ نصف ساعة كاملة، ولدي الكثير من الصعوبات، والذكريات المؤلمة في طفولتي ومراهقتي، وما زال تأثيرها مستمرا حتى الآن، منها ما له علاقة بالفقر -والحمد لله-، ومنها ما له علاقة بالوالدين -حفظهما الله-، وما له علاقة بالتنمر، ولكني قررت التعافي من كل ذلك -بإذن الله-.

كنت أعيش في أحلام اليقظة لساعات طويلة، ولدي تخيلات مختلفة، ولكن من الله علي بأن أصبحت أخرج نفسي منها بعد أن أدخل فيها بسرعة، وكأن الله يريد بي خيرا.

ما أريده منكم هو شرح ما أعانيه من التشتت الرهيب، مشتت حتى في اختيار مجال عملي، ومتخوف من الخطأ في ذلك، حتى بلغ عمري 30 سنة، ولا أعلم لماذا أنا كذلك!.

هل أعاني من مرض ما، يجعل تركيزي صعبا، ويجعل عقلي لا يستطيع التركيز والصفاء وجمع شتاته، مثل Adhd؟ وإن كان كذلك، هل يوجد تدخل علاجي دوائي يمكنه مساعدتي بدون أعراض جانبية خطيرة؟

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -أخي الفاضل- عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال.

أخي الفاضل: أحمد الله تعالى لك على ما وهبك، حيث إني لاحظت في سؤالك كل ما ذكرت أمرا سواء ابتلاء أو غيره؛ فإنك تحمد الله على ذلك، فبارك الله لك في هذه النفسية الطيبة، وفي قربك من الله عز وجل، وفي قبولك لما ابتلاك الله به، فهذا أمر طيب، احرص عليه.

نعم، إن ما وصفت في سؤالك، وحتى قبل أن أصل إلى السطر الأخير خطر في ذهني تشخيص ADHD، الذي هو فرط الحركة، وتشتت الانتباه، حيث يمكن هذا أن يفسر كل المعاناة، التي عانيت منها في مراحلك الدراسية الابتدائية والاعدادية والثانوية والجامعية، من ضعف التركيز والانتباه، فرط الحركة وتشتت الانتباه ADHD، هو اضطراب عصبي بسبب طبيعة الدماغ، حيث يشعر المصاب بأن دماغه في سرعة مما يضعف قدرته على التركيز.

فهذا ليس بسبب طبيعة شخصيتك، أو الظروف التي عشتها، وإنما هو اضطراب ولادي ينشأ مع الإنسان، ولكن له علاجه كما سألت في آخر سؤالك، هناك علاج دوائي ولكن لا بد أولا من تأكيد التشخيص، فمع الأسف هناك بعض من يصف الدواء دون أن يؤكد التشخيص، وليس من رأى كمن سمع.

فاستشارتك معنا إنما هي استشارة عن بعد، نوجهك من خلالها إلى ما أعتقد أنه المناسب والأنفع لك، لذلك -أخي الفاضل- أرجو أن تأخذ موعدا مع العيادة النفسية، وتحدث الطبيب بكل ما ورد في سؤالك، وفي حياتك الخاصة، وهو بالطبع سيسألك عن أمور أخرى، ليؤكد تشخيص فرط الحركة وتشتت الانتباه ADHD، وسيشرح لك طبيعة الاضطراب والأعراض والأسباب، وكذلك الخطة العلاجية والتي منها أحد الأدوية المضادة ADHD، والتي تعينك على التركيز والانتباه، مما يخرجك مما أنت فيه.

واطمئن، فأنت لست مضطرا إلى أخذ هذا الدواء مدى الحياة، وإنما فقط في فترة يحددها لك الطبيب، وبحيث تصل من خلاله إلى ما ترتاح إليه في وضعك الأسري والعملي المهني، وأرجو أن لا تتردد أو تتخوف من أخذ هذا الموعد مع العيادة النفسية، فالرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- دعانا إلى العلاج والتداوي، حيث قال -صلى الله عليه وسلم-: (تداووا عباد الله، فإن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاء إلا الهرم)، فكما أن هذا ينطبق على الأمراض العضوية، فإنه كذلك ينطبق على الاضطرابات النفسية.

وللفائدة راجع الاستشارات المرتبطة: (226145 - 2113978).

أدعو الله تعالى أن يشرح صدرك وييسر أمرك، ويكتب لك تمام الصحة والعافية والتوفيق والنجاح.

مواد ذات صلة

الاستشارات