لفقت قصصاً بغية إضحاك صديقاتي وأشعر بالندم!

0 23

السؤال

السلام عليكم

منذ أكثر من ١٠ سنوات أثناء دراستي في الثانوية كنت قد لفقت مواقف على بعض أقاربي لإضحاك صديقاتي، وهي مواقف لم تحدث، ومرت السنوات وانقطع التواصل مع صديقاتي هؤلاء، والتزمت -الحمد لله- وكلما أذكر هذا الذنب أندم وأحزن كثيرا، وقد مات بعض أقربائي الذين تحدثت عنهم، وما زال لدي رقم هاتف إحدى صديقاتي، فهل يجب علي أن أكلمها وأشرح لها أن ما قلته كان كذبا لتبرأ ذمتي؟

فكرت كثيرا بفعل ذلك، ولكن ترددت لانقطاع التواصل بيننا، ولحسن سيرتي لدى صديقاتي، وخوفي من أن تنظر لي صديقتي تلك نظرة أكرهها.

أنا أستغفر كثيرا لي ولأقربائي الذين اغتبتهم وكذبت عليهم، فهل يجزئ ذلك عني؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شهد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابتننا العزيزة- في استشارات إسلام ويب.

نهنئك بما من الله تعالى عليك من التوبة والاستقامة، ويسر لك الالتزام، والحمد لله على نعمه الكثيرة، ونصيحتنا لك أن تشكري نعمة الله تعالى، وتأخذي بالأسباب التي تعينك على الثبات والدوام على هذه الاستقامة، ومن ذلك الصحبة الصالحة، احرصي على التعرف على النساء الطيبات والفتيات الصالحات.

قد أحسنت حين أدركت أن ما فعلته من كذب وصنع أحداث لا حقيقة لها؛ فقط لمجرد الإضحاك، أن كل ذلك من الذنوب التي يؤاخذ بها الإنسان، ولكن مهما كبر الذنب أو عظم فإن الله سبحانه وتعالى يمحوه بالتوبة الناصحة، فقد قال الله جل شأنه في كتابه الكريم: (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم * وأنيبوا إلى ربكم) [الزمر: 53-54]، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له).

التوبة النصوح تمحو ما قبلها وتمسحه، وهذا من فضل الله تعالى علينا، وتيسيره لنا ورحمته بنا، فاحمدي الله تعالى على توفيقه لك أن وفقك للتوبة، والتوبة تعني الندم على فعل الذنب، والعزم على عدم الرجوع إليه في المستقبل، مع الإقلاع عنه في الحال، وإذا كان هناك حق لآدمي فالواجب -الرابع- هو التحلل من هذا الحق إن أمكن، وليس من هذه التوبة أن تتصلي بالأخوات التي كنت تتكلمين أمامهن بهذا الكلام المكذوب، فهذا ليس جزءا من توبتك، ولا ينبغي أن تفعليه، فاستري على نفسك ولا تحدثي بذلك أحدا.

أما من ذكرتهم بالسوء من الغيبة؛ فإن كنت تستطيعين طلب السماح منهم على وجه العموم -ولا يشترط أن تذكري لهم الكلام بخصوصه- إن استطعت أن تفعلي ذلك فهذا حسن وأمر جيد، وإن كنت لا تستطيعين، أو لو أنك تكلمت معهم أدى ذلك إلى مفاسد كبيرة وبغضاء ونفور وقطيعة -ونحو ذلك- فالأحسن ألا تتكلمي معهم أيضا، واجتهدي في الدعاء لهم بالخير وذكر محاسنهم وما فيهم من الأمور الطيبة؛ فإن ذلك يكفر الله تعالى به ذنبك بعون الله.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقك لكل خير.

مواد ذات صلة

الاستشارات