فقدت الثقة في نفسي بسبب انتقاص الآخرين لي، فماذا أفعل؟

0 11

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

منذ أن كنت في الثانوية العامة كانت لدي رغبة كبيرة في الدراسة، إلا أن الظروف المحيطة حولي وعائلتي لم تكن تقدم لي الدعم النفسي؛ فدائما ما يصفونني بالغباء، وبالفعل فقدت ثقتي بنفسي، لكني شعرت بأن هنالك صوت آخر داخلي يحدثني دائما بحديث يجلب لي الضرر والسوء، فاستمررت لمدة ٣ سنوات من عمري وأنا أحاول النجاح، إلى أن نجحت ولكن بمعدل ليس بجيد!

كانت لدي فرصة في دراسة تخصص طبي دبلوم (قابلة)، وقدمت على الكلية، وتم قبولي، وبدأت في الدوام لمدة ٣ أشهر، علما أني طوال هذه الفترة كان الصوت الآخر بداخلي، إلى أن استمعت له كما فعلت في الثانوية العامة، وللأسف ألحقت الضرر بنفسي، واتخذت قرار ترك هذه الكلية! أقسم بالله أني أشعر بالندم الشديد، والآن أنا في دورة تمريض لمدة ٦ أشهر، وما زال ذاك الصوت والكلام الغريب يوجد بداخلي، وأحاول عدم الإنصات له، ودائما أكون في حالة اكتئاب، وعدم تقبل للحياة، والدوام، والدراسة!

منذ الطفولة وأنا أحلم بدراسة تخصص طبي، أنا غير مرتاحة مع نفسي!

آسفة على الإطالة، وأتمنى الرد بأقرب فرصة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حنين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في إسلام ويب.

موضوع الصوت والكلام الغريب الذي يوجد في داخل نفسك، يحتاج للمزيد من الاستقصاء والتحليل والتشريح النفسي كما نقول؛ لأنه إذا كان هذا الصوت صوتا واضحا وصوت بشر ويسمع من داخل الرأس؛ هذا له أهمية تشخيصية كبيرة، أما إذا كان الذي تسمعينه هو مجرد حديث نفس داخلي، فهذا يكون مرتبطا بالقلق وبالوسوسة، وليس أكثر من ذلك.

لذا أنا أقول لك: اذهبي وقابلي الطبيب النفسي، هذا هو الأفضل؛ لأن الفرق كبير جدا في ما يتعلق بالخطة العلاجية لهذا الصوت إذا كان مثلا صوتا بشريا من داخل النفس ومن داخل الرأس، هذا مهم، وله أهميته التشخيصية، وهنالك خطة علاجية معينة، هنالك أدوية معينة تعطى في مثل هذه الحالات وتعالجها تماما -إن شاء الله تعالى-، وإذا كان الأمر هو مجرد حديث نفس ووسوسة وقلق؛ هذا أيضا له وسائله العلاجية.

فمقابلة الطبيب النفسي لتحديد التشخيص بدقة؛ هذا أمر مهم جدا، ومن جانبنا نقول لك بصفة عامة: مهما كانت الحالة النفسية للإنسان؛ الإنسان يجب أن يكون مثابرا، ويكون مجتهدا، ولا يجد الإنسان لنفسه الأعذار من أجل التراخي والتسويف.

أنا أجد لك العذر طبعا، الصعوبات التي واجهتك ربما تكون قد أعاقت مسيرتك، لكن أريدك أن تستفيدي من قوة الآن. الآن (الحاضر) أفضل كثيرا من الماضي، وأنت الآن في دورة تمريض، ويا حبذا لو استمررت في التمريض، بل تحصلت على بكالوريوس التمريض، ومدة دراسته أربع سنوات، والتمريض مهنة ممتازة، مهنة شريفة، وفي ما يتعلق بسوق العمل أيضا العمل متوفر جدا؛ حيث إن الممرضين والممرضات عليهم طلب كثير في جميع أنحاء العالم، ودراسة التمريض مع التمرين الجيد تتيح للإنسان أن يتطور بدرجة كبيرة على النطاق المهني، فهنالك دراسة الماجستير، وهنالك دراسة للدكتوراة، وأعرف من درسوا التمريض وتبوأوا مناصب كبيرة جدا في النظام الصحي في بلدانهم.

فلا تفوتي هذه الفرصة على نفسك، ويجب أن يكون لديك العزيمة والإصرار، وكوني دائما إيجابية، وأحسني إدارة وقتك، وتجنبي السهر، واحرصي على التواصل الاجتماعي، واحرصي على الصلاة في وقتها، وأذكار الصباح والمساء تنزل الكثير من السكينة والهدوء على نفس الإنسان.

لا تندمي على أي شيء مضى، لكن يجب أن تستفيدي من الحاضر وتنطلقي انطلاقات إيجابية، وكما ذكرت لك سلفا: أرجو الذهاب ومقابلة الطبيب النفسي لتحديد هذه الأصوات وهذا الكلام الغريب الذي يأتي إلى نفسك.

وللفائدة راجعي الاستشارات المرتبطة: (226667 - 227490- 2361459 - 2214759 - 2244051).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات