السؤال
السلام عليكم.
عمري 18 عاما، قبل سنتين تعرفت على شاب عمره 30 عاما، وهو أول شاب أتحدث معه، يخاف الله، وكان يريد خطبتي منذ أول أسبوع، ولكنه تراجع؛ لأنه مطلق منذ 6 سنوات، وأولاده مع أمهم، وطوال السنتين الماضيتين كنت أظنه أعزب، فانفصلت عنه لمدة سنة، ثم رجعنا نتكلم، وأخبرني بأنه يحبني، ويريدني، وأنه سيحاول أن يخطبني، ولن يستسلم، ولكن عندما أخبرت أمي بأنه مطلق، وعنده أولاد، ترددت، فما توجيهكم؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لونار حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أولا: لا بد أن نخبرك ابتداء أن الحب في غير الإطار الشرعي محرم، وأن التواصل هذا كذلك محرم، والحلال لا يستجلب بالحرام؛ وعليه فيجب عليك أولا قطع تلك العلاقة وفورا، حتى تختاري مع أهلك الاستمرار من عدمه.
ثانيا: قد تعرفت على الشاب وأنت في السادسة عشرة من عمرك، وكان هو أول شاب حدثته، ولا شك أن صغر السن، مع كون الحادثة جديدة، ومع وجود الشيطان المحرض، كل تلك الأمور قد تركت آثارها النفسية بداخلك لصالح الشاب.
ثالثا: إننا نرى أنك لست مضطرة للزواج من شاب مطلق وعنده أولاد، لسببين:
1- أن العلاقة في أولها لم تكن وفق الطريقة الشرعية التي تؤمن لك الحياة بعد ذلك؛ فبعض الشباب حين يتزوج يظل عالقا في ذهنه أن زوجته تلك قد خرجت معه، أو حدثته من وراء أهلها، وهذا يورث عنده الشك لا محالة.
2- أنت صغيرة، والطريق أمامك مفتوح، والخيارات متعددة، فلماذا تحصري نفسك في علاقة لم تبن على الجادة، ولا تدركين أنت أبعاد تلك الشخصية، ولا لماذا طلق زوجته، ولا أخلاقه الحقيقة؟!
رابعا: إذا كان الشاب على الحقيقة صاحب دين وخلق، وأهلك قد سألوا عنه، وعلموا بأنه جيد، وتيقنت أنت من محبتك له، ومن قدرتك على التأقلم مع وضعه الحالي، فإننا ننصحك بعد الاستشارة والموافقة من أهلك أن تصلي صلاة استخارة لله عز وجل، ثم تتركي الأمر بعد ذلك، فإن أتم الله الزواج فهو الخير، وإن منعه الله فهو الخير، وصلاة الاستخارة لا يشترط لها رؤيا أو راحة نفسية كما يعتقد البعض، بل عليك بالصلاة، وبعد ذلك ما يقضيه الله هو الخير لا محالة، المهم أن يتوقف التواصل الآن وفورا، وأن يكون تواصله بعد ذلك مع أهلك لا معك.
نسأل الله أن يحفظك، وأن يرعاك، والله الموفق.