كيف أسخر عملي كاختصاصية تغذية في خدمة ديني وأمتي؟

0 9

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا الآن أعمل كاختصاصية تغذية، بالإضافة إلى أنني أدرس للحصول على درجة الماجستير، ولكنني أريد أن أجدد نيتي لهذه الدراسة، وهذا العمل، فهل أستطيع معرفة النوايا التي يمكنني أن أنويها، بالإضافة إلى طريقة تسخير هذا العلم لخدمة الإسلام والمسلمين؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وبعد:

1- ما أجمل أن يوظف الإنسان حياته كلها لله، وما أجمل أن يعيش الإنسان متقربا إلى الله بكل نعمه عليه، موظفا كل طاقاته في سبيل خدمة المسلمين؛ طلبا لإرضاء الله عز وجل، شعاره في ذلك قول الله تعالى: ( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين * لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين).

أختنا الكريمة: أنت بمجرد هذه النية مأجورة، وبهذا السؤال قد وضعت قدميك على أول الطريق، فعن أبي كبشة الأنماري - رضي الله عنه - أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (أحدثكم حديثا فاحفظوه: إنما الدنيا لأربعة نفر: عبد رزقه الله مالا وعلما، فهو يتقي فيه ربه ويصل فيه رحمه ويعلم لله فيه حقا، فهذا بأفضل المنازل، وعبد رزقه الله علما ولم يرزقه مالا فهو صادق النية يقول: لو أن لي مالا لعملت بعمل فلان، فهو بنيته، فأجرهما سواء، وعبد رزقه الله مالا ولم يرزقه علما فهو يخبط في ماله بغير علم لا يتقي فيه ربه، ولا يصل فيه رحمه، ولا يعلم لله فيه حقا، فهذا بأخبث المنازل، وعبد لم يرزقه الله مالا ولا علما، فهو يقول لو أن لي مالا لعملت فيه بعمل فلان، فهو بنيته، فوزرهما سواء) رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح. وعليه فأول الطريق نية صادقة.

2- لا تستعيني بالمعصية على طاعة الله، لذا اجتهدي أن يكون مالك من حلال، وعملك في حلال، ابتعدي عن الاختلاط إلا للضرورة وبالضوابط المذكورة شرعا، اجتهدي أن تكون علاقتك في عملك خالصة لوجه الله تعالى، وألا يطغى العمل على الفرائض والواجبات.

3- ضعي نفع المسلمين أمام ناظريك تقربا لله، واعلمي أن فعلك هذا يحبه الله تعالى، - فقد سئل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن أحب الناس إلى الله، وأحب الأعمال إلى الله، فكان الجواب على السؤالين مرتبطا بخدمة المسلمين، حيث قال: (أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم، تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه دينا، أو تطرد عنه جوعا، ولأن أمشي مع أخ في حاجة؛ أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد -يعني مسجد المدينة- شهرا، ومن كظم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه؛ ملأ الله قلبه يوم القيامة رضا، ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى يقضيها له؛ ثبت الله قدميه يوم تزول الأقدام).

4- اجعلي لك هدفا في دراستك، ويمكن أن يتغير حسب المعطيات، ونضرب لك عدة نماذج:
- أحدهم يربط ما درسه من علوم بالشريعة، فمثلا عالم الجيولوجيا أو البيولوجي حين يتحدث لطلابه عن العلوم المعاصرة، ثم يربطها بالقرآن، فإن هذا من العلم النافع، والدعوة إلى الله تعالى في نفس الوقت، ونحن بالطبع لا نعلم دقة تخصصك، ولكن بصفة عامة نعطيك وسيلة.
- بعضهم يوظف ما تعلم في نشر الثقافة بين المسلمين عن طريق محاضرات، أو ندوات، أو مقالات، المهم يقصد التوعية.
- بعضهم يجتهد في مكان دراسته ليعظ محيطيه، ويذكرهم بالله ويحثهم على الطاعة.

الشاهد أن النية ما دامت قائمة، فإنك حتما ستجدين وسيلة تقربك من مرضاة الله عن طريق هذا العلم.

نسأل الله أن يوفقك لما يحبه ويرضاه، وأن يكتب أجرك، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات