السؤال
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عمري 19 عاما -إن شاء الله- هذه السنة، أريد أن أسأل عن موضوع قهر قلبي -والله المستعان-.
أختي أصغر مني بسنتين، وللأسف تزوجت مبكرا، وقبل موعد الزواج بفترة توفيت أمي، وعلى الرغم من ذلك لم يتفهم زوج أختي وأهله، وأصروا على الزواج، وبعد فترة من الزواج لاحظت أن أهل زوجها -خصوصا أمه وإحدى أخواته- تصرفاتهم غير جيدة أبدا معها، وبعد فترة حصلت سرقة للذهب من شقة أختي، وآخر شخص كان موجودا هو زوج أختي، ومع ذلك تم تلفيق السرقة لعمتي وبناتها، وفي الأخير أصبحت عمتي لا تكلم أهل زوج أختي، وأيضا أصبحت لا أحب زيارتهم ولا أزورهم، وأكره التحدث معهم.
زوج أختي لديه الكثير من أصحاب السوء، ولن أقول ما يزيد عن هذا كي لا أظلمه، وللعلم كنت لا أرضاه زوجا لأختي أصلا، لأسباب كثيرة، منها أن أختي ملتزمة وتصلي، وتحفظ كتاب الله، وتحب التعلم، وتريد أن تكون أفضل، ولكن عندما تزوجت لا تذاكر، وبالكاد تقرأ القرآن، ولا تحفظ، ولا يعطيها حقها، وغير ذلك.
كما قلت زوجها سيئ، وأصبح الموضوع صعبا جدا، يريدون منا كثرة الزيارة، ويقولون أشياء ليست من أخلاقنا، وعندهم عادات وتقاليد لا توافقنا، وهم أصلا لا يزوروننا، وغير ذلك، وبدأت الزيارة إلى أختي تقل كثيرا، والموضوع هذا اختنقت منه جدا، ولا أعرف كيف أتصرف، ولا أرضى بأن تكون أختي غير سعيدة.
الرجاء الرد في أسرع وقت، وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وبعد:
أولا: شكر الله لك حرصك على أختك وحياتها، وهذا هو الظن بالأخ المسلم، نسأل الله أن يزيدك برا بأختك وصلة لرحمك وإحسانا.
ثانيا: الآن صار الرجل زوجها، لذا كل حديث عن كره -أو شيء من هذا القبيل- غير مناسب لها، لا يحل اليوم، بل لا يجوز.
ثالثا: لاحظنا أن أكثر حديثك استنتاج، ولم نلحظ أن الأخت اشتكت لك، وهذا أحد أمرين:
- إما أن الأخت تحاول التأقلم مع وضعها، وهنا ننصحك أن تكون داعما لها ومساندا، وحريصا على استقرارها في أسرتها الجديدة.
- أو أن تكون قد اشتكت لك، وهنا لابد أن تضع الأمور في مصابها ونصابها، فليس هناك بيت بلا مشاكل، لكن هناك مشاكل لا ينبغي السكوت عنها، وهناك مشاكل ينبغي أن نغض الطرف عنها.
رابعا: أنت دون العشرين، وهذا لا يقلل من شأنك ولا من حرصك، ولكن تجربتك في الحياة -مهما علا قدرها- تظل محدودة بعمرك، لذا نرجو منك الحديث إلى والدك أو أعمامك أو من لهم تجارب في الحياة، وخذ من خبرتهم وتجاربهم ونصائحهم.
خامسا: اعلم أنك مهما أحببت أختك فلن تستطيع أن تعوضها عن زوجها، لذا ندعوك أن تكظم الغيظ، وألا تعينها على نفسها، بل دائما صبرها وأعنها على حياتها.
سادسا: ننصحك أن تتقرب من زوجها وتصاحبه، وأن تجمع له بعض الأصدقاء الصالحين، وأن تتغاضى عن بعض الهنات عنده؛ فإن ذلك مما يقرب المسافة بينه وبين أختك.
وأخيرا: أكثر الدعاء لها ولزوجها، ونسأل الله أن يهديها، وأن يصلحها، وأن يحفظها من كل مكروه.
والله الموفق.