السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب أبلغ من العمر 20 عاما، أحببت فتاة أصغر مني، ومع الوقت أدركت أننا نحب بعضنا البعض، بعد أن صارحنا بعضنا واعترفنا بحبنا، اكتشفت أنها أخت صديقي المقرب، شعرت أنني أخون صديق عمري، وقررت في نفسي أن أبتعد عنه، حتى لا ألتقي بها، لكن عندما أدركت أنني أحبها كثيرا، قررت أن أعترف لها، ووجدت منها تبادلا للمشاعر.
رأينا أن هذه العلاقة لا ترضي الله، ولا نجد في هذه المحادثات شيئا صحيحا في الإسلام، لذلك قررنا أن نترك بعضنا لوجه الله، وابتغاء مرضاته، على أمل أن يرزقنا الله الزواج في الحلال.
بعد فترة من عدم التحدث، أشعر الآن برغبة في الاطمئنان عليها فقط، فماذا أفعل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أخي العزيز- في استشارات إسلام ويب.
فقد أحسنت في إدراك أن هذه العلاقة ليست مشروعة في الإسلام، وعليك -أخي العزيز- اجتناب مثل هذ العلاقات المحرمة التي تشغل قلبك وتقربك من الحرام، إلى أن تصبح متهيئا للزواج، ومستعدا له نفسيا وماديا، بعدها يمكن أن تبادر إلى من سمعت عن خلقها ودينها بالخطبة، وخلال فترة الخطبة يمكنك التعرف على صفاتها وأخلاقها، وما يدعوك لها، وفق الضوابط الشرعية، وخلال فترة الخطبة يمكنك أن تقرر الاستمرار والدخول في الزواج أو الترك، وهذا هو الطريق المشروع الذي يؤسس فيه المسلم لحياته الزوجية.
أما طريق العلاقات الغرامية، وما يبثه الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، من تسويغ مثل هذه العلاقات، فليس من أخلاق المسلمين الحريصين على طاعة الله، وتأسيس أسرة وفق هدي الشرع الحنيف.
أخي الكريم: هذه الفتاة ليست من محارمك أو قرابتك، وليس بها حاجة تصل بها للضرر، حتى تحتاج أن تسأل وتطمئن عليها، وإنما أنت الآن واقع في شوق وتعلق سيدفعك للعودة إلى هذه العلاقة المحرمة؛ لذلك ننصحك -أخي الكريم- ما دامت هذه العلاقة خارج إطار مشروع الزواج، وقبل الخطبة، ويخشى من عودتك إلى العلاقة بشكل غير مشروع، فلا تبادر للاطمئنان عليها أو التحدث معها، ويمكن أن يكون ذلك من خلال بعض محارمك كأختك أو أمك، وعليك أن تجتهد في الاستعداد للزواج، وتأمين كل أسبابه، ثم تتقدم لخطبة هذه الفتاة.
كما ننصحك بالاستخارة، وبالإكثار من الاستغفار من هذه العلاقة السابقة، والدعاء لله تعالى أن يختار لك الخير وييسر أمر زواجك، وأن يرزقك الزوجة الصالحة التي تقر بها عينك.
وفقك الله وسدد خطاك.