صرت أتوجس خوفًا من أبي لشدة عصبيته، فماذا أفعل؟

0 19

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أبي -دائما- لا أريده أن يراني عند فعلي لأي شيء، أنا أخاف أن يصرخ في، أو أن يقول لي كلمة تجرحني، فأحيانا أراه يقترب من المكان الذي أجلس به، فأحاول أن أجعله لا يرى ما أفعل، أبي رجل صالح يتقرب إلى الله، ولكنه شديد العصبية، حين يحدث أمر يزعجه، لا أدري ماذا أفعل؟!

تحدثت كثيرا، لكن صار ضميري يؤنبني حين أخبئ عنه، وأيضا أنا إذا كنت أذاكر أخاف أن يراني ألعب بشيء، فيصرخ في، لدرجة أني صرت لا أريد أن يعرف ماذا أفعل أبدا.

أرجو إفادتي: ما هو الصواب؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ميار حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكرك على ثقتك في طلب النصيحة، من خلال ما وصفته: يظهر أنك تعانين من خوف وقلق تجاه رد فعل والدك العصبي، وهذا أمر يمكن أن يكون مؤلما ومزعجا، وهذا قد يكون مرتبطا بنوع من القلق الاجتماعي، أو القلق من ردود الفعل السلبية، خاصة عندما تكون ردود الفعل هذه غير متوقعة أو شديدة.

وإليك النصائح والإرشادات التالية:

1. حاولي التحدث مع والدك في وقت هادئ عندما يكون في مزاج جيد، يمكنك أن تعبري له عن مشاعرك وخوفك من ردود فعله بدون توجيه لوم، استخدمي عبارات مثل: "أشعر بالخوف عندما ترفع صوتك، وأود أن أفهم كيف يمكننا أن نتواصل بشكل أفضل".

2. يمكنك تعلم بعض المهارات التي تساعدك على التواصل بشكل أفضل مع والدك، مثل: الاستماع الفعال، واستخدام اللغة الهادئة، وغير الانفعالية.

3. حاولي ترتيب وقتك؛ بحيث تتمكنين من أداء واجباتك الدراسية في أوقات لا يكون فيها والدك متوترا أو مشغولا.

4. يمكنك أيضا محاولة مساعدة والدك على إيجاد طرق للتخفيف من عصبيته، كأن تقترحي عليه بعض التمارين الرياضية أو الاسترخائية، أو حتى مشاركته في نشاط هادئ.

5- عليك بمواصلة الصبر والاحترام، يقول الله تعالى في سورة لقمان: (ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا علىٰ وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير) (لقمان: 14)، هذه الآية تذكرنا بأهمية الصبر، واحترام الوالدين.

6- كما عليك التعامل مع والدك بحكمة، يقول نبينا -صلى الله عليه وسلم-: (الوالد أوسط أبواب الجنة، فإن شئت فأضع ذلك الباب أو احفظ) رواه أحمد وغيره، وهذا يذكرنا بأهمية الرحمة في التعامل مع الآخرين.

7- حاولي تحديد المواقف التي تزيد من عصبية والدك وتجنبها، أو التعامل معها بحذر.

8- إذا استمرت المشكلة، قد يكون من المفيد التحدث المباشر مع متخصص في العلاقات الأسرية لمساعدتك على تحسين التواصل مع والدك.

أسأل الله أن يهدي والدك، ويمنحه الصبر، وأن يعينك على حسن التعامل معه، وأن يوفقك في دراستك وحياتك.

مواد ذات صلة

الاستشارات