أصبح العسر يلازمني في كثير من الأمور رغم الدعاء.. أرشدوني

0 295

السؤال

أنا رجل والحمد لله ملتزم بالفرائض وبعض النوافل وملتح، لكن قبل سنتين أفلست تجارتي وتراكمت علي الديون، وأصبح العسر يلازمني في كثير من الأمور رغم الدعاء؛ حتى كرهت حياتي وتمنيت الموت! فأريد من فضيلتكم معرفة سبب هذا البلاء، وهل هو ابتلاء بالغم؟ حيث أنني مهدد بالسجن بسبب الدين، أم هو عقاب؟ وكيف السبيل إلى التخلص من هذا البلاء؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو سفيان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فنسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يغفر ذنبك، وتعوذ بالله من غلبة الدين وقهر الرجال.

والمصائب والنكبات تنزل على الصالحين والطالحين، ولكن المؤمن يؤجر على صبره، ويجد العزاء في نكبته وينسى آلامه عندما يتذكر جنة الله وثوابه وإكرامه للصابرين من عباده.

وعجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، أو أصابته ضراء صبر فكان خيرا له، أما العاصي والكافر فإنه يتجرع المرارات في الدنيا مع ما ينتظره من ألم وعذاب وحسرات.

والمال عارية مستردة إذا لم يودعه صاحبه في الخير ودع الإنسان ماله ودخل إلى قبره، ولذلك فليس في الدنيا ما يستحق أن يحزن لأجله الإنسان، ولو كانت الدنيا لرجل واحد لما كان بها غنيا؛ لأنها تفنى، ولأنها لا تكفيه، ولو كان لابن آدم واديان من ذهب لابتغى ثالثا، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ولذا فإن الله سبحانه يعطي الدنيا للمسلم وللكافر وللبر والفاجر، ولو كانت تزن عند الله جناح بعوضة ما سقى منها الكافر جرعة ماء، ولما سأل الخليل عليه الصلاة والسلام ربه وسأل الخير لبنيه ولأهل الحرم وأراد أن يحصر الرزق في أهل الإيمان وحدهم، قال له رب العزة والجلال: ((ومن كفر فأمتعه قليلا))[البقرة:126] أما الآخرة فلا حظ لهم فيها ولذلك قال: ((ثم أضطره إلى عذاب النار وبئس المصير))[البقرة:126].

وقد حدثتنا كتب السيرة عن تعرض بعض الصحابة للخسارة في تجارتهم، بل إن بعض السلف خسر تجارته وسجن لعجزه عن سداد ما عليه، وكل ذلك لون من ألوان الابتلاء والاختبار، ويرتفع الصابر بعد ذلك بصبره وإيمانه ورضاه بقضاء الله وقدره، وينال الخير بكثرة تضرعه لربه وبكائه بين يديه، فالمسألة ما هي إلا ابتلاء من الله، وعظم الأجر مع عظم البلاء.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات