أرهقني العمل وأصحابه لا يرحمون..فهل تنصحوني بتركه؟

0 2

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

أعمل في شركة تموين منذ 12 عاما، وقد أرهقني التعب وبدأت الإصابات تظهر، ككسر في الساق، وانزلاق غضروفي (ديسك)، وكسر في الكوع الأيمن.

لم أعد قادرا على تحمل العمل أكثر من ذلك، ورغم هذا أصحاب العمل لا يرحمون، إذ أعمل في المستودعات والاستلام، حتى ساعة الاستراحة لا تمنح لي.

الآن أنا مرهق نفسيا وجسديا، ومؤخرا أصبت بالتهاب في أوتار اليد اليمنى، أعلم أني إذا أخبرتهم سيقولون كالعادة: "هذا شغل، إذا لم تكن قادرا على التحمل، فالله معك".

بحثت عن عمل في الخارج ولم أجد الأفضل، وصبرت 12 عاما، وطفح بي الكيل، وأريد أن أتعالج، لكنهم لا يسمحون لي. أعلم أنني إذا أصبت بإصابة بالغة لن يبقوني في العمل، فأخسر صحتي وعملي، صبري جميل، والله عز وجل هو المستعان.

أخبروني ما الحل؟ خاصة وأنني المعيل الوحيد في المنزل: (أمي، أختي، زوجتي، وابني الصغير).

لا أريد كلاما للتصبير، فقد سمعت الكثير، أنا قلق من أن أخسر صحتي وعملي في الوقت نفسه، هل أكسب صحتي وأبحث عن عمل آخر، حتى لو كان بدخل أقل، أم أبقى وأترك أمري لله عز وجل، وأبقى على أمري للمجهول؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت لا زلت في مرحلة القوة، فأنت ابن الخمسين، وهي سن تستطيع فيها العمل وتستطيع فيها العطاء والبذل، فلا توهمك نفسك بغير ذلك.

ثانيا: لسنا من يحكم على ما لا نفهم؛ لذا عليك ابتداء زيارة طبيب مختص، والحديث معه بحيث تقف مباشرة على كنه الأمر وحقيقته.

ثالثا: إن كان هناك ما يوجب العلاج فابدأ بالجمع بين العمل وأخذ الدواء، دون أن تخبر أحدا في الشركة بما أنت فيه، حتى يعافيك الله تعالى.

رابعا: إن كان الخيار أن توقف أحد الأمرين: إما العمل أو العلاج، فإننا ننصحك بوقف العمل، وأخذ إجازة منه حتى تتفرغ للعلاج.

نحن ندرك أن هذا قد يكون ثقيلا عليك، لا سيما وأنت العائل الوحيد كما تفضلت، ولكن -أخي- التهاون في العلاج قد يوقف المركب بالكلية، والعلاج المؤقت هو مؤلم، ولكنه مؤقت بأمر الله، ويمكنك أن تحدث بعض الجمعيات الخيرية في بلدك أو تأخذ قرضا أو تكلم أحدا من أهلك، المهم أن تتعاون لأجل أن تتعالج أولا إن كنت لا تستطيع الجمع بين العمل والعلاج.

نسأل الله أن يحفظك، وأن يعافيك وأن يشفيك، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات