السؤال
السلام عليكم
أود أن أشكر القائمين على الموقع، على مجهوداتهم ووقتهم للإجابة على كل هذه الأسئلة، والاستشارات، جعل الله ذلك في ميزان حسناتكم.
أنا شاب بعمر 27 سنة، أنعم الله علي بوظيفة محترمة، ثم وجدت زميلة لي على قدر من الجمال، والدين والأخلاق، وأردت الزواج بها، وهذه الفتاة تكبرني بنصف عام، وهذا جعلني مترددا في موضوع الزواج بها.
الكثير من الناس نصحوني أن أتزوج من هي أصغر مني بسنوات، حتى إذا تقدمنا في العمر لن تبدو هي أكبر مني، لأنه -على حد قولهم- أن المرأة تبدو عليها علامات التقدم في السن قبل الرجل.
لا أستطع اتخاذ قرار حتى الآن بسبب هذا الموضوع، فأرجو أن تنصحوني، بارك الله فيكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونؤكد لك أن ما نقوم به واجب من واجباتنا تجاه أبنائنا وبناتنا، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.
قد أحسنت في حرصك على الحلال، وأحسنت أيضا بأن تتكلم عن هذه الفتاة التي فيها دين وجمال وحسن أخلاق، وهي أعلى وأغلى المؤهلات، وإن لم تظفر بها تربت يداك، وإذا كان مع هذا انشراح وارتياح وقبول مشترك من الطرفين؛ فقد استكملتم عناصر النجاح بعد توفيق ربنا الكريم الفتاح، سبحانه وتعالى.
أما كلام الناس فهو لا ينتهي، ورضاهم غاية لا تدرك، وأنت صاحب المصلحة، والتلاقي في الحياة الزوجية إنما يكون بالأرواح، وهي: (جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف).
إذا كان هذا الوفاق بالصورة التي ذكرت -الصفات العالية الغالية موجودة- وحصل التوافق بين العائلتين؛ فعليك أن تعلم أن الحب لا يعرف فوارق العمر، والنبي صلى الله عليه وسلم تزوج من خديجة وهي تكبره، وتزوج صلى الله عليه وسلم عائشة وهو يكبرها بسنوات كثيرة، وأسعد النبي صلى الله عليه وسلم جميع الزوجات، عليهن من الله الرحمة والرضوان.
لذلك أنت صاحب القرار، ونتمنى ألا تتأثر بمثل هذه الآراء، ونؤكد أيضا أن الفارق المذكور ضئيل وقليل جدا، فنسأل الله أن يعينك على الخير، ونحن نميل إلى القبول بهذه المواصفات العالية التي أشرت إليها، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يقدر لكم الخير ثم يرضيكم به.
نكرر التأكيد بأنك أنت صاحب القرار، ورأي الآخرين لا مانع من أن تستمع إليه، لكن ينبغي أن تبنى القناعات على إرادتك وقناعتك الداخلية، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.
والله الموفق.