السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
بعد التحية والسلام.
أنا وأمي وأخواتي سمعنا -بالصدفة- أن والدي يقوم بأعمال السحر والشعوذة، ولديه كتب كثيرة عن الدجل والشعوذة، وقد دفنها منذ سنين، لكن علمنا أنه ما زال يستخدم هذه الأساليب حتى الآن، ويؤذي الغير. كذلك يهتم بعلم الفلك، ومعرفة ماذا يحصل في أي مكان، ويحب كثيرا الخلوة.
ومنذ سنين تم تشخيصي وإخوتي بأننا مصابون بمس، ولم نعرف السبب حتى الآن، بالرغم من المداومة على قراءة سورة البقرة، والصلاة والأذكار، ولكن لا يوجد أي تحسن، وأختي الصغيرة تتأثر كثيرا بهذه الأشياء، ويجب أن يلازمها شخص منا حتى تستطيع النوم، وترى كوابيس، ويتم ضربها وهي نائمة!
ماذا نفعل الآن؟ هل نواجهه، أم تطلب أمي الطلاق وننفصل عنه؟ مع العلم أن أمي أيضا مصابة بمس، ولا تستطيع النوم.
ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك أختنا الكريمة في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله اللطيف الودود أن يعفو عنكم، وأن يصرف عنكم ما ألم بكم، وبعد:
نتفهم أختنا حزنك وما ألم بكم، والجواب في النقاط التالية:
1- يجب الاعتقاد ابتداء أن الجن والسحر والساحر لا سلطان له البتة على المؤمن، واستمعي معنا إلى قول الشيطان في خطبته لأهل النار، لتدركي ذلك: {وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم ۖ وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي ۖ فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ۖ ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي ۖ إني كفرت بما أشركتمون من قبل ۗ إن الظالمين لهم عذاب أليم} (إبراهيم:22).
فما بين قوله: (وما كان لي عليكم من سلطان) وقول الله تعالى: (إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا) ندرك حجمه على الحقيقة، ونعلم أن العبد المتصل بالله المتحصن بالذكر، لا يقدر الشيطان ولا أعوانه جميعا إلحاق أدنى ضرر به؛ ما لم يأذن الله به.
2- الأحكام لا تبنى على الظن، وبداية حديثك تدل على الظن، ونهايته لا تجزم باليقين، لذا لا بد من التأكد، هل يتعامل الوالد بالسحر أم لا.
3- إذا تم التأكد، فالواجب نصحه بالمعروف، واستجلاب كل الوسائل في إعلامه بالحق وتبيينه له.
4- إذا فعلتم ذلك وتأكدتم بتعامله بالسحر، فللزوجة الحق في طلب الطلاق أو الخلع منه، وتفعل ذلك وهي في بيت أهلها، حتى لا يصيبها منه ضرر.
كما ننصح بالمحافظة على الرقية الشرعية والأذكار، وقراءة سورة البقرة كل ليلة، أو الاستماع لها، مع الصبر على ذلك.
نسأل الله الكريم أن يهديه ويصلحه، وأن يوفقكم لكل خير، والله المستعان.