السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلما تقدم لي خاطب لا يتم الأمر بدون أسباب واضحة، وفي آخر مرة أردت الخروج لمقابلة الخاطب، بدأ وجهي بالانتفاخ بدون سبب، ولا أعلم لماذا!؟ وبدون مقدمات قال لي: أنا لم أعدك بشيء، حتى أهلي استغربوا الأمر، رغم موافقتي، ولا يوجد أي سبب للغضب بيننا.
علما أنه في كل مرة أعلم أن أحدهم تقدم لخطبتي أبدأ بالتحجج والبكاء، وأغضب بدون مبرر، وعندما ينتهي الأمر لا أجد لنفسي مبررا لما حدث.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زينب حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أختنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يصلح الأحوال.
بداية: أرجو ألا تنزعجي، فإن هذا الكون ملك لله، ولن يحدث في كون الله إلا ما أراده الله، وهذه الأمور لا بد أن نوقن فيها أن لكل أجل كتاب، وسيأتي اليوم الذي تجدين فيه من وضعه الله في طريقك، من يسعد بك وتسعدين به، ولذلك أرجو ألا تنزعجي من هذا الذي يحدث.
ثانيا: علينا دائما أن نراجع مراسيم استقبالنا للخطاب عندما يأتون، وطريقة مقابلة الأسرة لهم.
ثالثا: أرجو دائما أن تحرصي على قراءة أذكار الصباح والمساء، وقراءة الرقية الشرعية على نفسك، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يحفظك، ويسدد خطاك، وأن يرزقك الرزق الحسن.
ومن المهم جدا أيضا أن تنتبهي للأسباب التي قد يكون لأجلها الرفض، ونتمنى أن يحدث تواصل مع الموقع، فأحيانا الفتاة ترفض لسوء مقابلة أهلها للخاطب، وأحيانا ترفض لعيب في الخاطب نفسه: بأن يكون مترددا، أو لإشكال عنده، فبالتالي معرفة هذه الأسباب تعيننا على الوصول إلى الحل الصحيح.
فاجتهدي في الدعاء، وأصلحي ما بينك وبين الله تبارك وتعالى، قال تعالى: {ومن يتق الله يجعل له مخرجا * ويرزقه من حيث لا يحتسب}، {ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا}، وأكثري من الاستغفار، فإن الله يقول على لسان نوح عليه السلام: {فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا * ويمددكم بأموال وبنين}، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، يعني إذا حصل الزواج حصلت الذرية ورزق الإنسان بالمال وبالبنين والبنات.
وأكثري من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، فإنه قال لمن قال له: أأجعل لك صلاتي (دعائي) كلها يا رسول الله؟ فقال له: "إذا تكفى همك ويغفر لك ذنبك"، وقولي في دعائك: "اللهم فارج الهم، وكاشف الكرب، ومجيب المضطرين، ورحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما، ارحمني اليوم رحمة واسعة تغنيني بها عن رحمة من سواك"، فقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يدعو بهؤلاء الكلمات ويعظمهن.
وعليك بالظن الحسن في الله تبارك وتعالى، أنه سيرزقك الرزق الحسن، واعلمي أن الكون ملك لله، ولن يحدث في كون الله إلا ما أراده الله تبارك وتعالى، وأن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء، ونكرر مرة أخرى دعوتنا لك إلى المحافظة على الأذكار، وقراءة الرقية الشرعية، ونسأل الله تبارك وتعالى لنا ولك التوفيق، وننتظر منك توضيحات للمواقف التي حصلت، ولا داعي للبكاء، ولا داعي للانزعاج، كما قلنا الأمر بيد الله، ولكل أجل كتاب.
وأدلك على سر عظيم وجد أثره من عمل به، ألا وهو دعاء الأنبياء، مثل دعاء إبراهيم -عليه السلام-: "رب هب لي من الصالحين"، ودعاء زكريا -عليه السلام-: "رب هب لي من لدنك ذرية طيبة"، ودعاء عيسى -عليه السلام-: "وارزقنا وأنت خير الرزاقين"، ودعاء يونس -عليه السلام-: "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين"، فإن بعدها قوله تعالى: {فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننج المؤمنين}، ودعاء زكريا -عليه السلام-: "رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين"، فإن بعدها قوله تعالى: {فاستجبنا له ووهبنا له يحيى}، والله وعد باستجابة من يدعوه فقال: {فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان}، ودعاء الله تعالى يستجاب ولا يرد، والله تعالى يستحي من عبده إذا رفع يديه أن يردهما صفرا.
نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.