التوفيق بين إرضاء الأب وعدم التفريط في أصدقاء العمر

0 442

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا كنت أريد منكم استشارة لأن عندي مشكلة هي أن ربنا أنعم علي بصديقة طيبة جدا وعلى خلق، وكل الناس تشهد بهذا، ولكنها لا تعجب أبي، ليس لشيء وإنما هكذا من غير سبب، وعندما تكلمني يصيح، وفي نفس الوقت كنت أشتغل مع بنات في الكلية، وكان أيضا يتضايق منهن، لا أعرف كيف أرضي والدي، أنا الآن بعدت عن البنات اللاتي في الكلية، كي يرتاح أبي.

بقيت معي هذه الفتاة ولا أستطيع أن أتركها؛ لأن عمري ما عرفت فتاة كهذه، ووالدي يمنعني أن أذهب إليها، وإذا قلت له: لم؟ يصيح ويقول: لا أعرفها، مع أني أعرفها من 7 سنين، أنا تعبت كثيرا، ولا أحب أن أغضبه.

أرجو منكم أن تدلوني على حل يخرجني مما أنا فيه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ مروة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأرجو أن تحملي تصرف والدك على أحسن الوجوه، فهو يحرص على مصالحك، ويخاف عليك، فكم من فتاة ضاعت بسبب صديقتها، أو أسرتها التي لا تراعي القيم الفاضلة، ولا تفرق بين الرجال والنساء.

رغم أننا لا نوافق والدك في رفضه لكل الصديقات؛ لأن حاجة الفتاة إلى الصديقة الصالحة ملحة وضرورية، وقد قال عمر رضي الله عنه: (ما أعطي المسلم بعد الإسلام أفضل من صديق صالح) وعرف أهل النار مكان الصديق فقالوا: (فما لنا من شافعين ولا صديق حميم) [الشعراء:100-101].
ونحن نقترح عليك أن تديري حوارا هادئا مع والدك، وتتعرفي على وجهة نظره بعد أن تقولي له: أنا على استعداد لترك جميع الصديقات من أجل إرضائك، وقد تركتهن رغبة في برك، ولكن أريد أن أسألك عن مواصفات الصديقة الصالحة التي تريدها لابنتك، فإنني لا أستطيع أن أكون في الجامعة أو في الطريق وحدي، وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية، وأرجو أن أبشرك بأن ابنتك تفتخر بحسن تربيتك لها، وتحتاج إلى أن تشعر بثقتك فيها.

أرجو أن تحافظي على صديقتك الطيبة، مع الحرص على بر والدك، ولا بأس من أن تفهم الصديقة الأوضاع الخاصة، فتقلل من الاتصالات، ولا تطالبك بالزيارات، كما أرجو أن يكون للوالدة دور في إقناع الوالد، ولا يخفى عليك تأثير العمات أيضا، فاطلبي المساعدة وحاولي اصطحابهن إلى دار الفتاة حتى يحصل الاطمئنان لصديقتك وأسرتها.

ونحن نوصيك بتقوى الله وطاعته، ونشكر لك هذا التواصل مع موقعك، ونتمنى لك كل توفيق وسداد، وأرجو أن أسجل لك سرورنا بحرصك على إرضاء الوالد، فأشغلي نفسك بالذكر والطاعة، وعمري حياتك بالتلاوة والإنابة.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات