ضربني زوجي وظلمني فواجهته بقوة وأخشى أني أخطأت!

0 6

السؤال

السلام عليكم.

أنا متزوجة منذ أكثر من 25 عاما، أطلعني زوجي من أول يوم على ديونه، وبدأت العمل معه بكل استطاعتي، مع ظروف الحمل والولادة وغيرها، وبعت ذهبي بالكامل، وأعطيته ثمنها، وكنت أسد حاجات المنزل والأولاد من مالي، أو من مال أهلي، وكان طيبا معي، ولا يهينني.

حتى ورث عن أمه شقة، باعها، وفتح محلا، وصار بعدها يسيء معاملتي، ويهينني أمام الناس، ولم أكن أرد عليه في كثير من الأحيان، حتى ضاق صدري، حتى أن حقوقه الزوجية كنت أعطيه إياها مع ضيق نفس، وأصبحت لا أنفق على البيت كما كنت في السابق، بينما هو أصبح يحضر حاجاته وطعامه فقط.

ضاق بي الحال، ولم أعد قادرة على إعطائه حقوقه الزوجية في الفراش فقط، فقام بضربي، وأراد طردي من بيتي، وقال بأنه ليس لي حق فيه، وكل شيء في البيت اشتريته بمالي، فهددته بأني سأفضحه أمام الناس والجيران، فخاف، وذهب ليسكن في بيت أبيه.

فهل ما فعلته يغضب الله؟ وهل أكون بذلك ناشزا، وتلعنني الملائكة؟

أرجو منكم الإفادة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وبعد:

لقد أعجبنا كثيرا آخر سطر في رسالتك، وذلك في قولك: أخاف أن يكون موقفي يغضب الله، هذا السطر -أختنا- دال على خير فيك، نسأل الله أن تكوني خيرا مما نظن.

فإذا أضفنا إلى ذلك ما قمت به من مساعدات للزوج، وجهد، وتعب من أجل المحافظة على البيت، تبين أنك على خير، نرجو الله تمامه لك، وثقي أن الله عز وجل لن يضيع أجرك على ما قمت به تجاههم مما هو ليس واجبا عليك وليس فرضا.

لكن هذا -يا أختنا الكريمة- لا يلغي حقوق الزوج الشرعية، ولا يجيز لك الامتناع عنه، نقول لك ذلك مع تفهمنا التام لحالة المرأة النفسية حين يقع عليها الضرر، لكن دفع الضرر لا يكون بإسقاط الواجب.

أختنا الفاضلة: لا يخفاك أن الحياة لا تخلو من مشاكل، ولذا دائما ما نقول: ليس مهما أن نختلف أو نتشاجر، ولكن المهم كيف نختلف، وكيف ندير الاختلاف، وما أنت فيه اليوم والزوج يحتاج إلى وضع قواعد لإدراة الاختلاف، والقضايا العالقة بينكما، خاصة وأن بينكما عشرة لخمسة وعشرين عاما، وعندك منه أولاد، لذا ننصحك -أختنا- بالذهاب إلى الزوج، والحديث معه، والاعتذار عن الأخطاء التي حدثت منك، وهذا بالطبع سيحمله على الاعتذار عن أخطائه، ثم الاتفاق على كيفية إدارة البيت بحيث تسير الحياة سيرا طبيعيا.

فإن عجزت عن ذلك، فاستعيني ببعض أهل الدين والحكمة ممن يعرفك ويعرفه؛ ليكون وسيطا أمينا بينكما، المهم -أختنا- ألا تتركي الأيام تباعد بينكما؛ فإن كل يوم يمر وهو بعيد عنكم يضر العلاقة الزوجية ولا يصلحها.

نسأل الله أن يحفظك، وأن يرعاك، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات