السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أريد أن آخذ رأي الشرع والدين في حالتي: أنا شاب تعرفت إلى فتاة (زميلتي في العمل)، ونشأت بيننا قصة حب، بما تحتويه من تجاوزات، وكلام غير مقبول، وقد حدثت تجاوزات -أسأل الله أن يغفر لي، ولكنها لم تصل إلى حد الفاحشة-، وكانت نيتي أن أتزوجها، وقد وعدتها بذلك، إلى أن اكتشفت أشياء كثيرة في تربيتها، وتصرفاتها، ومزاحها مع زملائنا.
وقد هداني الله في تلك المرحلة إلى فتاة متدينة، ساعدتني على الهداية والتوبة إلى الله، مما جعلني ألتزم أكثر، فابتعدت عن الفتاة الأولى بعد اعترافي لها بأنني سأتزوج بأخرى، وأنها لا تناسبني، فقالت لي: بأنها مستعدة للتغير للأفضل، وقد أعطيتها بعض الفرص، ولكنها كانت تصيب وتخطئ، والآن أنا متزوج بالفتاة الثانية، فهل أكون بذلك قد ظلمت الفتاة الأولى؟ وما كفارة ذلك الذنب؟
وشكرا جزيلا لكم ولوقتكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ياسر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يحفظك، وأن يبارك فيك وفي زوجك، وبعد.
ما حدث معك من تجاوزات مع الفتاة هو أمر محرم، أنت فيه من ظلم نفسه، وارتكب إثم التواصل مع امرأة لا تحل له، ولو بغرض الزواج؛ فالصادق في الزواج لا يأتي الأبواب من نوافذها، وهذا أيضا لا يعفيها من الإثم؛ فكلاكما أخطأ في هذا التواصل، وقد ذكرت أنك قد تبت من تلك العلاقة المحرمة، ونسأل الله أن يغفر لك.
أما ما فعلته في الزواج من فتاة متدينة صالحة، فهو الصواب، والأصلح لك، ولأولادك، ولاستقرار حياتك الزوجية، ووعدك للزواج من الفتاة لا يشترط منه إنفاذ الوعد بعد أن تبين لك عدم صلاحيتها لك، ولا يترتب عليك في هذه الجزئية -نعني الرجوع في الوعد- إثم، وعليه فإننا ننصحك بما يلي:
- اترك أمر تلك الفتاة، ولا تفكر فيها مطلقا، ولا تسمح للشيطان أن يجرك إلى ذلك.
- اهتم بزوجتك، ولا تخبرها عن ذلك الماضي شيئا.
- لا تتحدث عن الفتاة السابقة بسوء أمام أحد.
نسأل الله أن يصلحك وزوجتك، وأن يهدي تلك الفتاة، والله الموفق.