الحب الحقيقي يبدأ بالرباط الشرعي ولا مصلحة في استدعائه قبل ذلك

0 8

السؤال

السلام عليكم.

عمري ٢٤ عاما، أحببت فتاة عمرها ١٦ عاما، وخطبتها منذ ٤ أشهر، الفتاة خجولة، وأحاول قدر المستطاع أن أقربها مني، وأهتم بها، ولكن لا أشعر بعد مرور هذه المدة أن هناك تفاهما بيني وبينها.

أصبحت أشك في تصرفاتها معي؛ فعندما أتكلم معها غالبا ما تكون صامتة، وأقلق حيال ذلك، وأحس بأن لديها كلاما تود أن تقوله.

كيف أتقرب منها أكثر، وأزيد الثقة بيننا؟ لأنني أشعر بأنني أعيش في وهم، وأفكر كثيرا، أريد أن أشعر بالأمان والاطمئنان، وبنفس الوقت أنا أحبها، ولا أريد تركها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يصلح الأحوال.

لست أدري ماذا تقصد بالردود التي تريدها، وما نوع الكلام الذي يحدث بينكما؛ لأن الخطبة ما هي إلا وعد بالزواج، ولا تبيح الخاطب الخلوة بخطوبته، ولا الخروج بها، ولا التوسع معها في الكلام.

فإذا كنت تقصد الكلام العاطفي، فإن هذا لا يجوز أن يدور في هذه المرحلة، ولكن المطلوب في هذه المرحلة أن يحصل التعارف، والسؤال عن دينها، وعن دراستها، وعن تفكيرها في الأمور الأساسية في الحياة، هذا هو المتاح.

أما الأمور العاطفية، فمن المتوقع أنها سترفض، وليس من المصلحة أن تجاريك في الكلام العاطفي؛ لأن هذا سيجلب المشكلات بالنسبة للطرفين، فإذا كنت مستعجلا، وتأكدت من صلاح دينها، فانتقل للخطوة التي بعدها، وهي عقد النكاح، أما الخطبة فهي مرحلة لا يجوز فيها إلا الكلام الجاد المفيد في تأسيس حياة.

أما الكلام العاطفي فلا يجوز ترداده بين الخاطب والمخطوبة، وكثيرا ما يحدث هذا عندما تكون الفتاة صغيرة، أو أنها تربت بطريقة لم تعتد فيها مثل هذا الكلام، فمن الطبيعي ألا ترد، وألا تجاريك، وخاصة أنك أكبر منها عمرا، وربما لك خبرات في التعامل مع النساء، وهي لم تتعامل مع الرجال، وهذا بالعكس من الأمور الإيجابية التي ينبغي أن تحمد لها.

اسألها عن صلاتها، وعن دينها، وعن دراستها، وعن فهمها للحياة، وعن تفكيرها، والأعمال التي تجيدها؛ فهذه أمور تفيدنا في حياتنا الأسرية، فإن كانت تتجاوب في مثل هذا، وتفقد هذا التجاوب منها في الأمور العاطفية، فهذا هو الصواب.

فإذا كنت لا تريد تركها، وفيها الصفات الأساسية، فإن باقي الأمور ستتغير، والحب الحلال هو الذي يبدأ بالرباط الشرعي، ويزداد مع التعرف إلى الزوجة، وثوقا، وثباتا، ورسوخا.

نسأل الله أن يجمع بينكما على الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات