السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا امرأة متزوجة منذ 4 سنوات، وموظفة حكومية، زوجي يشرب الحشيش، ويعمل بعمل خاص، لكنه عندما لا يتوفر عمل يجلس بالمنزل بالشهور ينام طول النهار ويسهر طول الليل، ولا يقضي احتياجات للبيت أو أي شيء لي.
أنا أتحمل الكثير من النفقات، وعلي العديد من الديون والقروض، والأقساط، وهو لا يحب العمل لدى الناس، إما أن يعمل عملا خاصا أو لا يعمل، ودائما يتهمني بأني زوجة غير سوية، وقد تصدر منه بعض الألفاظ الجارحة لي، وذلك عند طلبي منه أن يذهب للعمل حتى ولو بعمل يومي، ليسد احتياجات المنزل.
يتهمني بالنشوز، وبأن الواجب علي خدمته، ومراعاته، وعدم تعلية صوتي أو الغضب، علما بأني صحيا مدمرة، وهو على علم بذلك، أعود من العمل وأذهب إليه، وأنا حاليا حامل.
لدي ظروف صحية خاصة، حتى أدويتي لا يوفرها، ودائما يتحدث بالدين، وأنه الرجل وله قوامته، وكل هذا الكلام، وأنا أشعر بأني رجل المنزل، وليس العكس، وذلك ينعكس على نفسيتي وصحتي.
أرجو أن يعمل ويساندني ولا ينام طول النهار ويسهر طول الليل، ويلعب البابجي بشكل هيستيري، حتى إني إذا تحدثت معه كأنه لا يسمعني، وإن تحدثت في أي شيء يخص المنزل أو الاحتياجات أو المال يعنفني، ويقلب الأمور علي.
أخبرني بأني زوجة ناشز، ولا تجب النفقة علي، لأن صوتي يعلو، لكنه ربي يعلم أنه من كثرة الضغوطات، وعدم اكتراثه لأي شيء.
لدينا طفلة، ويخبرني بأنه يجب أن أعودها على الحرمان، وعلى الظروف، فكيف ذلك وهو لا يسعى، كيف وهو ينام طول النهار؟!
هل علي ذنب؟ وما حكم هذا الزوج؟ وخصوصا أنه يقول: إن خدمتي واجبة عليك، ولا يراعي كل ما شرحته، ولا يعترف بذلك أصلا، وكأن له شرعا غير الذي ربنا أنزله علينا.
ما الحكم؟ وكيف أصلح الأمر؟ خصوصا أنه من الداخل طيب، ويساعدني في المنزل أحيانا، ويتغاضى أحيانا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمنية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان.
دعينا نبدأ حديثنا من حيث انتهيت، حين ذكرت أنه طيب من الداخل، ويساعدك أحيانا، ويتغافل كذلك أحيانا، وهذا يدل على أن السوء الذي فيه يمكن علاجه، إذا استطعنا تخليصه من العوائق الحائلة بينه وبين صلاحه، لاقتربنا خطوات من الاستقرار الأسري -إن شاء الله تعالى- فصلاح الزوج وإن كان بطيئا أولى من فقده، لكن قبل أن نجيبك لا بد أن نذكر لك معنى النشوز حتى يكون واضحا لك:
نشوز الزوجة هو استعلاؤها وعصيانها لأمر زوجها، فيما تلزم فيه طاعته، كإذنها في بيته لمن يكرهه، أو خروجها من البيت بغير إذنه، أو علو صوتها عليه استهزاء به، أو تكبرا عليه. أما علو الصوت من حيث الطبع أو الضغط دون تكبر أو غيره؛ فهو وإن لم يعد من النشوز البين إلا أن الزوجة عليها مقاومة تلك النزعات، والاجتهاد في ذلك.
أما الزوج فإن أبرز صفتين يجب علينا الاجتهاد في إزالتهما هما: شربه ما لا يحل ولا يجوز، وكسله على العمل بالشهور.
أما الأولى فيجب أن يقتنع ذاتيا بأمرين:
1- حرمة ما يتعاطاه من مخدرات، وأثرها على صحته، وعلى حياته.
2- إيمانه بالقدرة على التغيير.
هذان الأمران يجب أن يقتنع بهما عن طريق من يحبهم من إخوانه، ومن يحترمهم من أصحابه، ولا بأس أن يكون هناك بعض المشايخ الذين لهم مكانة في المجتمع المحيط به، لتقوية الجانب الإيماني.
كذلك يجب أن يكون هناك طبيب يستشار لهذا الغرض ذاته، وهناك اليوم من الوسائل الطبية ما يساعد على تجاوز هذه المشاكل.
ثانيا: شخصية الزوج لا تحب أن تعمل لدى الغير، وليس له عمل دائم؛ والحل في الخروج من تلك المشكلة هو الاجتهاد في إيجاد عمل خاص ولو بتكلفة قليلة، أو الدخول شراكة في عمل مع أحد.
أختنا الكريمة: للصاحب تأثير إيجابي أو سلبي؛ لذا نود منك ربط علاقة الزوج ببعض الصالحين، عن طريق تعميق علاقتك مع زوجاتهم، بالإضافة إلى الاجتهاد في زيادة منسوب التدين عنده.
كذلك من الأمور المهمة على طريق التغيير تقوية صلته بأولاده، وإحياء دور الأبوة في قلبه، فإن لهذا أثرا حميدا في صرفه عن الحرام.
هذا هو الطريق، ويحتاج إلى حكمة وصبر، لكن خاتمته خير، خاصة إذا أضفت إلى ما سبق كثرة الدعاء له بالهداية، نسأل الله أن يهديه، وأن يحفظه، والله الموفق.